التأشيرات الأميركية.. سباق ضد الزمن قبل تدفق ملايين المشجعين إلى الولايات المتحدة
مع الإعلان عن نظام "فيفا باس" لتسهيل حصول المشجعين على مواعيد مقابلات التأشيرات، برزت تساؤلات عديدة حول قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع الضغط الهائل المتوقع قبل انطلاق كأس العالم 2026.
فرغم التسهيلات، تبقى التحديات قائمة، خاصة في الدول التي تعاني بالفعل فترات انتظار قد تمتد إلى أشهر.
وتوضح وزارة الخارجية الأميركية أنها بدأت بالفعل الاستعداد للتعامل مع الطلب غير المسبوق، من خلال إرسال فرق إضافية من الموظفين القنصليين إلى السفارات في الدول ذات الإقبال المرتفع، لا سيما الأرجنتين والبرازيل والمكسيك وغيرها من الدول التي تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة.
كما ستسعى الوزارة إلى مضاعفة القدرة التشغيلية للقنصليات خلال الأشهر المقبلة.
لكنّ المشكلة الأساسية تكمن في التشديد الأمني، إذ ستخضع طلبات التأشيرات لمراجعات دقيقة تشمل المعلومات البيومترية وبيانات التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يطيل فترة الإجراءات رغم حصول المتقدم على موعد سريع. وتؤكد الإدارة الأميركية أن هذه الخطوات ضرورية لضمان أمن البلاد، خاصة في ظل وجود ملايين الزوار المحتملين.
وبحسب تقديرات رسمية، من المتوقع أن يتجاوز عدد المشجعين المتقدمين للتأشيرات حاجز الـ 6 ملايين، وهو رقم يفوق قدرة أي جهاز قنصلي على التعامل بسهولة، حتى مع الدعم اللوجستي الإضافي. وقد أكد الوزير ماركو روبيو أن “تذاكر المباريات لا تمنح تأشيرة تلقائيًا، لكنها تساعد فقط في تسريع موعد المقابلة”.
وتثير هذه الإجراءات مخاوف لدى العديد من الجماهير، خاصة في الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية أو سياسية، ما يجعل السفر للولايات المتحدة عملية معقدة. كما يُخشى أن تؤدي الفترات الزمنية المحدودة إلى ضغط كبير في الأسابيع الأخيرة قبل البطولة، وهو ما قد يحرم بعض الجماهير من الوصول إلى المباريات رغم حصولهم على التذاكر.
ورغم ذلك، تحاول واشنطن تقديم صورة إيجابية عن استعداداتها، مؤكدة أن “فيفا باس” ليس سوى خطوة أولى ضمن سلسلة تدابير هدفها استقبال الجماهير بأكبر قدر من السلاسة، في حدث يُتوقع أن يكون الأضخم في تاريخ المونديال من حيث عدد المباريات وعدد الدول المشاركة.