الهوس بالبروتين قد يرهق الجسم.. أطباء يحذرون
شهدت الأسواق في الفترة الأخيرة ظهور مجموعة واسعة من المنتجات والأطعمة الغنية بالبروتين، مثل المعجنات، القهوة، ألواح البروتين، وحتى المياه المعززة بالبروتين يعود ذلك إلى أهمية البروتين كمصدر للطاقة ودوره في دعم الرشاقة وتحسين الصحة بشكل عام.

لكن الخبراء والأطباء يحذرون من مخاطر الإفراط في استهلاك البروتين، حيث قد يؤدي ذلك إلى مشكلات متعددة تصيب الكلى، البشرة، والأيض، ووفقًا للدكتورة آنا غوردييفا، وهي خبيرة تغذية، فإن الخطأ الأكثر شيوعًا بين المستهلكين هو عدم تحديد هدف واضح من استهلاك البروتين، وتشير إلى أن البروتين يعد أساسًا للجمال والصحة، لكنه ليس وسيلة سحرية للتخسيس.
كمية البروتين اليومية الموصى بها
يتراوح الاحتياج اليومي من البروتين بالنسبة للأفراد العاديين بين 0.8 و1 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. ورغم هذه التوصية، يستهلك كثيرون كميات تفوق هذا الحد وتصل أحيانًا إلى الضعف. لتحقيق التوازن، يُفضل تناول البروتين مع الكربوهيدرات والدهون بدلاً من تناوله منفردًا. فعلى سبيل المثال، تحتاج النساء النشيطات إلى ما بين 60-80 غرامًا يوميًا، بينما قد يتطلب الرياضيون نحو 100 غرام حسب مستوى نشاطهم البدني.
علامات تدل على الإفراط في استهلاك البروتين
1. رائحة الفم الكريهة
تنتج عن حالة تعرف بالكيتوزية، حيث يقل تناول الكربوهيدرات مما يسبب إنتاج الكيتونات.
2. مشكلات في الجهاز الهضمي
يؤدي نقص الألياف إلى الإصابة بالإمساك والانتفاخ.
3. جفاف الجلد وظهور البثور
زيادة تناول البروتين ترفع من فقدان السوائل في الجسم، مما يقلل مرونة الجلد.
4. زيادة الشعور بالتعب
يعمل الجسم بجهد إضافي للتخلص من نواتج تحلل الأحماض الأمينية الزائدة، ما يستهلك طاقة إضافية.
تأثيرات صحية خطيرة
أكدت الدكتورة إيرينا أورلوفا أن استهلاك البروتين بكميات زائدة قد يتسبب في اضطرابات أيضية، إجهاد الكلى، واختلالات هرمونية واضحة. وأوضحت أن ارتفاع مستويات الكورتيزول ومركبات النيتروجين يؤثر سلبًا على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الضرورية ويزيد احتمالات الالتهابات المزمنة.
أضافت أورلوفا أن هناك زيادة ملحوظة في حالات الشابات اللواتي يعانين من أعراض التسمم بالبروتين. ورغم أن هذه الحالة ليست شديدة الخطورة إلا أنها تتطلب تدخلاً لتعديل النظام الغذائي؛ وذلك من خلال شرب كميات كافية من الماء، الاعتماد على الخضروات الورقية، والحد من استخدام المكملات الغذائية المحتوية على بروتين.
خطوات لاستعادة التوازن الغذائي
- تنظيم استهلاك البروتين بما يتناسب مع العناصر الغذائية الأخرى مثل الكربوهيدرات المعقدة والخضروات والدهون النباتية.
- ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم لتحسين أداء الجهاز الهضمي والجهاز القلبي الوعائي.
- إدراج مصادر غذائية غنية بالألياف مثل البقوليات والحبوب الكاملة، خصوصًا إذا كان النظام الغذائي يعتمد بشكل كبير على الدجاج والبيض.
- الإشارة إلى أن الجسم لا يستطيع تخزين الفائض من البروتين؛ حيث يتم التخلص منه عن طريق البول، ما يزيد من العبء على الكليتين.
يفضل اللجوء إلى مصادر نباتية للبروتين مثل الفاصوليا، الكينوا، والمكسرات، نظرًا لانخفاض خطر الالتهابات المصاحب لها مقارنة بالمصادر الحيوانية. هذا التنويع يساعد في تقليل التأثير السلبي على الصحة العامة وتعزيز نمط حياة متوازن وصحي.