يوسف زيدان: ضعف اللغة يحول النقاشات إلى فوضى ويؤثر على التراكم المعرفي
كشف الكاتب الكبير والروائي الدكتور يوسف زيدان، عن الجهد المضني الذي يبذله في صياغة أعماله، مشددًا على أن الكتابة الحقيقية هي نزف وتحليل عميق، وأن الأدب لا يكتمل إلا بتفاعل القارئ، موجهًا انتقادًا حادًا لإهمال اللغة في العقود الأخيرة.
وأوضح “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن كتابة بعض رواياته قد تصل إلى 10 أو 12 عملية إعادة كتابة، يقوم بها "بيده" لعدة أهداف، أولها ضبط الإيقاع والعمق، حيث قال إن إعادة الكتابة المتكررة تهدف لضبط إيقاعات الحرف والتأكد من أن "الفكرة ما تكونش حادة قوي في طرحها"، فضلا عن النزف والتحليل، مستشهدًا بفيلسوفه المفضل نيتشه، الذي قال في "هكذا تكلم زرادشت": "لا تميل نفسي إلا لما كتبه الإنسان بقطرات دمه"، مؤكدًا أن الكتابة هي "نزف وتحليل عميق".
وشدد على أن العمل الأدبي، بمجرد نشره، يتحول إلى عمل مشترك بين مؤلف وقارئ، ويجب الحفاظ على الخط الواصل بينهما، منتقدًا الإهمال اللغوي في المجتمع، رابطًا بينه وبين جودة التفكير، مؤكدًا أن "اللغة دي هي مرآة التفكير"، مشيرًا إلى أن المفردات هي الأداة التي يستخدمها الإنسان حتى في حواراته الداخلية مع نفسه.
وطالب بضرورة ضبط دلالة المفردات، محذرًا من أن الحوار أو النقاش دون فهم موحد لدلالات الكلمات يتحول إلى "مستشفى مجانين"، معقبًا: “لما طرحت الحكاية دي في حلقة من كام سنة.. سابوا الموضوع الأساسي اللي هو ضبط دلالة المفردات وعلقوا في الأمثلة.. ده اللي مال الدنيا دلوقتي ما ينفعش”.
وحذر من خطورة استمرار إهمال اللغة، مما يهدد التراكم المعرفي الإنساني، مؤكدًا أن عدم التدقيق في دلالة الكلمات وعدم إعادة بناء التصورات في أذهاننا يؤدي إلى انقطاع عن الموروث المعرفي، متسائلًا: "طب أمال هنتقدم؟، هنبقى بني آدمين إزاي بقى بالبكش ده؟"، في إشارة إلى أن التقدم الفكري والحضاري يتوقف على جودة الأداة اللغوية.






