لتعزيز الاقتصاد الأزرق
بالمغرب.. توقيع اتفاقية بحرية عربية ومشاورات دبلوماسية
في تطور بارز يعكس تعزيز التعاون العربي المشترك في قطاع النقل البحري، شهدت العاصمة المغربية الرباط حدثين مهمين يجسدان التكامل الاستراتيجي بين المملكة المغربية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
زيارة الأكاديمية للسفارة المصرية
في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد رفيع المستوى من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري إلى المملكة المغربية، قام دكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية، بزيارة إلى سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة المغربية أحمد نهاد عبداللطيف بمقر السفارة في الرباط.

وحظي الوفد بترحيب حار من سفير مصر أحمد نهاد عبداللطيف، الذي أعرب عن اعتزازه بالدور الريادي الذي تضطلع به الأكاديمية في دعم وتعزيز التعاون العربي في مجالات النقل البحري والتعليم والتدريب. وأكد دعم السفارة الكامل لكافة المبادرات التي تسهم في تطوير الكوادر البشرية وتعزيز العلاقات الأخوية بين مصر والمغرب.
من جانبه، استعرض إسماعيل عبد الغفار أنشطة الأكاديمية ومعهد تدريب الموانئ بالمملكة المغربية، وما تم تحقيقه من برامج تعاون وشراكات تدريبية ناجحة مع المؤسسات المغربية العاملة في مجالات النقل البحري واللوجستيات. كما تم خلال اللقاء بحث آفاق التعاون المستقبلي، ومن بينها ابتعاث متدربين مغاربة إلى جمهورية مصر العربية للمشاركة في برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر العاملة في الموانئ والنقل البحري.


توقيع مذكرة تفاهم تاريخية
وعلى الجانب الآخر، ترأس عبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجيستيك المغربي، يوم الخميس 13 نونبر 2025 بمقر الوزارة، مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المعهد العالي للدراسات البحرية (ISEM) والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (AASTMT)، بحضور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية.
وأكد الوزير خلال كلمته بهذه المناسبة أن هذه المبادرة تندرج في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية المنبثقة عن الرؤية الملكية الأطلسية، التي تهدف إلى بناء أسطول بحري وطني قوي وتنافسي، وربط الواجهة الأطلسية للمملكة بدول الساحل الإفريقي، عبر تحديث الموانئ، وتأهيل الكفاءات، واعتماد التحول الرقمي، وتعزيز السلامة البحرية وحماية البيئة.
وأشار الوزير قيوح إلى أن المعهد العالي للدراسات البحرية يلعب دورًا محوريًا في تأهيل الرأسمال البشري البحري، باعتباره المؤسسة الوطنية الوحيدة المتخصصة في تكوين ضباط وأطر الملاحة التجارية، من خلال برامج تكوين عالية الجودة تستجيب لحاجيات القطاع.
من جهته، أوضح الوزير أن توقيع هذه المذكرة يأتي في إطار الانفتاح الاستراتيجي للمعهد على الفضاءين العربي والإفريقي، من أجل بناء شراكة مستدامة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وتعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير وتبادل الخبرات.
رؤية مستقبلية مشتركة
بدوره ، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن هذه الاتفاقية تمثل مرحلة واعدة في مسار التعاون العربي المشترك في قطاع النقل البحري، مبرزًا أن الأكاديمية تسعى، من خلال هذا التعاون، إلى تكوين جيل جديد من الكفاءات العربية القادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في المجال البحري.
وأضاف أن الشراكة مع المعهد العالي للدراسات البحرية تشكل قاعدة صلبة لتبادل الخبرات وتنمية الموارد البشرية، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتطوير الاقتصاد الأزرق في المنطقة.


وحضر مراسم التوقيع الوفد المرافق لرئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والذي ضمّ علاء محمود مرسي نفع، عميد معهد تدريب الموانئ ومركز البحوث والاستشارات بالأكاديمية، والمستشارة نجاة امرابي، إلى جانب عدد من مسؤولي الجانبين.
وفي ختام اللقاءين، أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى استمرار التعاون المثمر بين الأكاديمية والمؤسسات المغربية، بما يسهم في دعم وتطوير قطاع النقل البحري وتعزيز التكامل العربي في هذا المجال الحيوي.



