صحة الفم مرآة الجسم.. أمراض يمكن اكتشافها من الأسنان واللثة
قد يظن البعض أن العناية بصحة الفم والأسنان أمر جمالي فقط، لكنها في الحقيقة نافذة تكشف الكثير عن صحة الجسم بالكامل فالفم ليس معزولًا عن باقي الأعضاء، بل هو مرآة لما يحدث داخل الجسم، وأي خلل فيه قد يكون إشارة مبكرة لمشكلة صحية أعمق.
يؤكد الأطباء أن الالتهاب المزمن في اللثة لا يؤثر فقط على الأسنان، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب والشرايين، إذ تسمح البكتيريا الموجودة في الفم بالانتقال إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى التهابات في الأوعية الدموية ورفع خطر الجلطات.
كما يُعتبر جفاف الفم المستمر علامة على مشكلات في الغدد اللعابية أو نتيجة لتناول بعض الأدوية الخاصة بارتفاع الضغط أو الاكتئاب. وفي حالات أخرى، قد يشير الجفاف الشديد إلى الإصابة بداء السكري، خاصة إذا صاحبه عطش متكرر ورغبة في التبول.
ومن العلامات التي لا ينبغي تجاهلها أيضًا نزيف اللثة المتكرر أو انتفاخها، إذ يمكن أن يدل ذلك على نقص فيتامين C أو اضطرابات في الجهاز المناعي. أما رائحة الفم الكريهة فقد تكون مؤشرًا على مشاكل في المعدة أو الكبد أو الكلى، وليس مجرد إهمال في تنظيف الأسنان.
حتى تآكل مينا الأسنان يمكن أن يكشف عن وجود ارتجاع حمضي من المعدة، حيث يصعد الحمض إلى الفم ويؤثر على طبقة المينا بمرور الوقت. كذلك، قد يدل تغيّر لون اللسان أو ظهور طبقة بيضاء عليه على عدوى فطرية أو ضعف في المناعة.
وللوقاية، ينصح الخبراء بزيارة طبيب الأسنان مرتين على الأقل في السنة، مع تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا واستخدام الخيط الطبي، إضافة إلى تناول أطعمة غنية بالكالسيوم والفيتامينات.
صحة الفم ليست رفاهية، بل خط الدفاع الأول عن الجسم كله، فالفم السليم دليل على توازن داخلي وصحة عامة قوية.