ما أضرار تناول جرعة زائدة من فيتامين D؟
أوضحت الدكتورة يلينا أليكسنتسيفا، المتخصصة في الأمراض الباطنية وطب الأطفال، أن تناول فيتامين D أصبح ممارسة شائعة خلال السنوات الأخيرة، لكنها حذرت من أن تجاوز مستوى هذا الفيتامين في الدم 150 نانوجرام/مل قد يتسبب في تراكم الكالسيوم، مما يؤدي إلى ترسبه في عضلة القلب والجدران الداخلية للأمعاء والمعدة.

وأشارت الدكتورة إلى الأضرار الناتجة عن الإفراط في تناول فيتامين D، حيث يؤثر بشكل سام على أغشية الخلايا وعلى عملية الأيض. يؤدي ذلك إلى زيادة امتصاص الجسم للكالسيوم، مما قد يتسبب في فرط كالسيوم الدم.
وتشمل أعراض هذه الحالة اضطرابات في الهضم، الشعور بالدوار، الضعف، والارتباك العقلي. بالإضافة إلى ذلك، قد ينخفض نشاط فيتامين K2، مما يترتب عليه فقدان كتلة العظام وتلف الكلى. وأكدت الطبيبة أن المستويات الخطيرة من هذا الفيتامين لا تحدث بسبب التعرض للشمس أو عبر النظم الغذائية الطبيعية، بل غالبًا ما تنتج من تناول المكملات الغذائية أو الأدوية، خاصة لدى الأطفال الذين يستخدمون زيت السمك كمكمل وقائي ضد الكساح.
من جهة أخرى، شددت أليكسنتسيفا على فوائد فيتامين D عند تناوله بجرعات معتدلة. فهو يعزز فعالية مستقبلات الأنسولين، يقوي أنسجة العظام، ويحسن تخليق الهرمونات الجنسية (مثل التستوستيرون والإستروجين والبروجسترون)، مما يرفع الأداء الإنجابي. كما يدعم الجهاز المناعي بنوعيه الفطري والمكتسب، ويساهم في الوقاية من الأورام، الاكتئاب، ومرض باركنسون.
ونصحت الطبيبة بمراقبة مستويات فيتامين D لدى الفئات المعرضة لخطر نقصه، مثل مرضى الكساح، الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن أو قلة التعرض للشمس، كبار السن فوق 65 عامًا، والذين لديهم هشاشة أو لين في العظام، أو يعانون من متلازمة سوء الامتصاص وأمراض الكبد والكلى والغدة جار الدرقية والحساسية وأمراض المناعة الذاتية.
كما أشارت إلى أن السمنة، الأورام اللمفاوية، وبعض الأمراض الحبيبية تعد من أهم أسباب سوء امتصاص هذا الفيتامين. لذا توصي بضرورة متابعة دقيقة للجرعات ومستويات الفيتامين في الدم لضمان تحقيق فوائده الصحية وتجنب أضراره المحتملة.