رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل يتجه الفيفا لفتح تحقيق رسمي ضد إنفانتينو بعد أزمة "مدح ترامب"؟

بوابة الوفد الإلكترونية

لا تزال قضية تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تثير موجة نقاش واسعة داخل الأوساط الرياضية والإعلامية، بعد أن وصف الأخير بـ"الصديق المقرب" وأثنى على سياساته خلال ظهوره في منتدى الأعمال الأميركي بمدينة ميامي.

ورغم أن الواقعة ما زالت حديثة، إلا أن تساؤلات كثيرة بدأت تُطرح حول مستقبل هذا الملف وإمكانية تحوله إلى تحقيق رسمي داخل الفيفا خلال الفترة المقبلة.

مصادر إعلامية أشارت إلى أن ما قاله إنفانتينو لا يمكن تصنيفه كمجاملة بروتوكولية عابرة، بل يحمل دلالة سياسية واضحة، خصوصًا أنه لم يستخدم لغة محايدة أو متوازنة، بل دعا بشكل صريح لدعم ما يفعله ترامب، وهو ما يعتبره خبراء كرة القدم خرقًا مباشرًا لقاعدة "الحياد السياسي" التي تعد واحدة من أهم المرتكزات في النظام الداخلي للفيفا.

ووفقا لوائح الفيفا، فإن لجنة الأخلاقيات، وهي لجنة مستقلة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، تملك صلاحية فتح تحقيق رسمي في حال وجود اشتباه في مخالفة أخلاقية، ويشمل نطاق اختصاصها جميع المسؤولين الخاضعين لمدونة الأخلاق. وتعد هذه اللجنة صاحبة السلطة الأولية بإحالة أي شخص متورط في خرق اللوائح إلى إجراءات قد تنتهي بتوقيع عقوبات مختلفة، تبدأ من التحذير والتوبيخ والغرامة، وصولًا إلى الإيقاف عن ممارسة أي نشاط إداري أو رياضي مرتبط بكرة القدم.

حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي من الفيفا تجاه ما يتم تداوله إعلاميًا، وهو ما اعتبره البعض محاولة لاحتواء الموقف وعدم التصعيد قبل دراسة أبعاد الأزمة داخليًا. بينما يرى اتجاه آخر أن الصمت ليس حيادًا، بل محاولة لكسب الوقت، خاصة قبل أسابيع قليلة من حدث ضخم يتعلق بكأس العالم 2026، ومرحلة التحضيرات النهائية للبطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

هذا التأخر في صدور أي رد رسمي من جانب الفيفا، زاد من مساحة التكهنات حول مدى جدية الأمر داخل الاتحاد نفسه، خصوصًا أن تصريحات إنفانتينو جاءت في مناسبة رسمية وبصفته رئيسًا للفيفا، وليس تواجدًا شخصيًا أو لقاء اجتماعي خارج العمل. وهو ما أكد عليه ميشيل مادورو، الرئيس السابق للجنة الحوكمة في الفيفا، والذي قال بشكل صريح أن الأمر "ليس تفسير قابل للنقاش"، بل هو خرق واضح للحياد السياسي.

وبالنظر إلى حساسية الفترة الحالية، فإن أي أزمات في الفيفا قد تنعكس بشكل مباشر على صورة المؤسسة أمام الرأي العام العالمي، وتحديدًا في أميركا التي تستعد لاستضافة أحد أكبر الأحداث الرياضية على مستوى التاريخ الحديث. وبالتالي فإن أي خروج سياسي من رأس الهرم في الفيفا قد يفتح بابًا لجدل ضخم قبل شهور معدودة من مرحلة حاسمة في التجهيزات.

في نفس السياق، تزايدت التكهنات بشأن اتجاه ضغوط إعلامية وسياسية لإحالة الملف للجنة الأخلاقيات قريبًا، خصوصًا بعد أن أصبحت المواقع العالمية تتعامل مع الأمر باعتباره "اتهام رسمي" حتى لو لم يبدأ المسار الإجرائي بعد. ما يعني أن الحديث عن احتمالية فتح تحقيق أصبح أقرب للواقع منه للتوقعات النظرية.

وفي حال اتخاذ اللجنة قرار فتح التحقيق رسميًا، فمن المتوقع أن يشهد الملف تصعيدًا كبيرًا داخل كرة القدم خلال الأسابيع المقبلة، وربما تتحول هذه القضية إلى واحدة من أكبر الملفات المثيرة للجدل في العام المقبل، خصوصًا لو انتهى الأمر بعقوبة على رئيس الفيفا نفسه.