رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

من ليبيا إلى السودان، ومن السودان لغزة، ومن غزة إلى جنوب لبنان، ومن جنوب لبنان إلى اليمن والممرات البحرية فى البحر الأحمر، وصولاً إلى الاضطراب فى القرن الأفريقي. وسط هذا كله تقف مصر واحة للأمن والاستقرار.

منذ وقت ليس ببعيد كان أهل الشر يتندرون ويسخرون، من جملة «مش أحسن ما نبقى زى سوريا والعراق» فى إشارة إلى قيمة الأمن والاستقرار داخلياً مقارنة بما كانت تعانيه تلك الدول الشقيقة من حالة اضطراب وعدم استقرار.

أهل الشر وجحافل الذباب الإلكترونى المجند لهم كانوا يحاولون استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة لشق الصف وكسر حالة الاصطفاف الوطنى التى تشكلت خلف مشروع ٣٠ يونيو الوطنى ما بعد ٢٠١٤. يعز عليهم عودة الأمن والأمان والاطمئنان داخلياً حتى مع الأوجاع الاقتصادية. حاولوا مراراً وتكراراً ولا يزالون يحاولون لكن دائما وابدا وعى المواطن المصرى ظل حائط الصد المنيع فى مواجهة كل هذه المحاولات البائسة.

الآن، انعكست الآية، وانقلب الدفاع والصد إلى هجوم عكسى، وطنى شعبى وتلقائي. المواطن نفسه هو من أصبح يفتخر بهذا الاستقرار بعدما شعر بقيمة هذا الاستقرار وأدرك أهميته، ولمس بنفسه انعكاس الأمن والأمان فى خضم إقليم مشتعل.

المواطن المصرى وجد نفسه يُصوت فى انتخابات مجلس الشيوخ، ثم يشهد قمة سياسية كبيرة فى شرم الشيخ بحضور رئيس أكبر دولة فى العالم، ثم افتتاح أكبر متحف فى العالم، والآن يستعد للتصويت فى انتخابات مجلس النواب. والعمل فى المشروعات القومية مستمر بوتيرة ثابتة ومستقرة.

ليس هذا فقط؛ فمع الاستقرار الداخلى، مصر ليست منعزلة عن محيطها الإقليمى، تمارس دورها ركيزة أساسية للأمن والسلم الإقليمى على أكمل وجه، وفى جميع الملفات: غزة، السودان، ليبيا ولبنان. تعمل على حفظ السلام وكبح جماح التوترات فى جميع ساحات وبؤر عدم التوتر وعدم الاستقرار.

الاستقرار هنا فى الحالة المصرية ليس من وليد الصدفة أو حالة عابرة؛ لكنه ثمرة تخطيط ووعى سياسى، فقد استطاعت الدولة المصرية أن تُوازن بين ضرورات الأمن ومتطلبات الإصلاح، فحافظت على مؤسساتها الوطنية، ووسّعت من نطاق الشراكات الاقتصادية، ورفعت من كفاءة البنية التحتية والخدمات العامة، وهى خطوات هيكلية رسخت الثقة بين المواطن والدولة.

وهذا الاستقرار، مع سلامة وصلابة الجبهة الوطنية الداخلية، يمثل رسالة ردع واضحة لكل القوى المعادية ــ دولاً كانت أو جماعات ــ بأن مصر قوية، صلبة، عصيّة على الاختراق أو الانكسار، مهما كانت طبيعة الظروف أو حجم التحديات.

هذا الاستقرار يجعل من مصر «الدولة القائد» فى المنطقة، وهى الدولة التى عرفها المفكر السياسى الكبير الدكتور حامد ربيع: بأنها الدولة التى تمتلك الإرادة التاريخية والرؤية الفكرية والقدرة المؤسسية التى تمكّنها من توجيه الفعل العربى نحو مشروع نهضوى موحد. وقد اعتبر حامد ربيع أن مصر هى المؤهلة تاريخيًا وحضاريًا وجغرافيًا لأن تضطلع بهذا الدور، بما تمتلكه من عمق حضارى وموقع استراتيجى وقدرة بشرية وتنظيمية تجعلها مركز التوازن العربى.

أتمنى أن تستمر حالة الزخم والاصطفاف والفخر الوطنى المصاحبة لنا، وأن نفخر جميعا بمصر الوطن، وبقيادتنا الوطنية، وجيشنا الحارس الأمين على مقدرات هذا الوطن.