صفقة هوساوي تفتح باب الجدل في السوق السعودي.. المواهب المحلية تدخل عصر الأرقام الكبيرة
أصبحت قضية مستقبل اللاعب الشاب مراد هوساوي، لاعب نادي الخليج، محور نقاش واسع في الوسط الرياضي السعودي، وذلك بعد الأنباء التي تحدثت عن نية الهلال التحرك للتعاقد معه خلال الفترة القادمة. ورغم أن التركيز الإعلامي انصب على المبلغ الضخم الذي وضعه الخليج كشرط للتخلي عن اللاعب، فإن زوايا أخرى أكثر عمقًا بدأت تظهر في المشهد، وتتعلق بطبيعة سوق المواهب المحلية ومستقبل القيمة المالية للاعب السعودي الشاب داخل الدوري.
وترى تقارير سعودية ، أن قيمة الـ100 مليون ريال التي تم الحديث عنها ليست مجرد رقم تفاوضي عادي، بل تمثل إعلانًا واضحًا بأن الأندية المتوسطة والصغيرة في الدوري أصبحت أكثر وعيًا بإدارة أصولها الفنية، وأكثر قدرة على تحديد قيمة لاعبيها وفقًا لسوق يتغير بسرعة شديدة منذ انطلاق مشروع تطوير الكرة السعودية في السنوات الأخيرة. ولم يعد اللاعب المحلي يباع بأسعار منخفضة كما كان معتادًا قبل قدوم النجوم العالميين الذين رفعوا سقف التقييمات.
وبحسب مصادر مختلفة، فإن دخول الهلال على خط الصفقة ليس فقط رغبة في ضم لاعب صغير السن يمتلك قدرات واعدة، ولكن أيضًا استثمار مبكر قبل أن تتحول قيمة هذه النوعية من المواهب إلى أرقام أعلى خلال موسمين أو ثلاثة، خاصة وأن اللاعب يملك عقدًا ممتدًا حتى 2029، وهو ما يعني أن قيمة بيعه مستقبلًا قد تتضاعف إذا واصل التطور.
وفي الوقت ذاته، يرى كثيرون أن صفقة بهذا الحجم - لو تمت - ستغير تعامل الأندية مع فئة اللاعبين تحت 25 سنة بشكل كامل، حيث سيصبح الاستثمار في المواهب الصغيرة ليس فقط قرارًا فنيًا، بل قرارًا ماليًا واستثماريًا من الدرجة الأولى، وهو ما بدأ يظهر بالفعل في بعض الأندية التي أصبحت تمنح لاعبيها الصغار عقودًا طويلة المدى، تمامًا كما حدث مع هوساوي في الخليج.
كما يتوقع أن يكون لهذه القضية تأثير على اللاعبين الصاعدين داخل الأندية الكبرى أيضًا، حيث بدأت بعض الأصوات داخل الوسط تحذر من أن ارتفاع القيمة السوقية للمواهب القادمة من الأندية المتوسطة قد يدفع الأندية الكبيرة لتصعيد لاعبيها من الأكاديميات بصورة أكبر حتى لا يضطروا للدخول في صفقات بأسعار مبالغ فيها مستقبلًا.
وفي سياق آخر، تعتقد بعض الجهات داخل الوسط الرياضي أن ما يفعله الخليج اليوم قد يكون نموذجًا جديدًا لإدارة أكبر أندية الوسط، بحيث تصبح هذه الأندية مصنعًا رئيسيًا للمواهب، لا تعتمد فقط على نتائج الفريق الأول داخل الملعب، بل أيضًا على عائدات الاستثمار في اللاعبين الشباب وبيعهم بقيم مرتفعة تضمن موارد مالية مستمرة للنادي.