رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هل تتحول جائزة الفيفا للسلام إلى وسيلة لدعم النفوذ السياسي عبر كرة القدم ؟

إنفانتينو
إنفانتينو

في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم لإطلاق "جائزة الفيفا للسلام" لأول مرة خلال قرعة كأس العالم في واشنطن ديسمبر المقبل، يرى البعض أن الخطوة تحمل بعداً آخر يتعلق بمحاولة المؤسسة الدولية الأكبر في عالم الرياضة استعادة مكانتها وصورتها الأخلاقية أمام الرأي العام العالمي، بعد سنوات من ملفات الفساد والانتقادات التي لاحقت الاتحاد في فترات متعددة.

الفيفا الذي مر بأزمات تحقيقات دولية واسعة في العقد الأخير، يسعى اليوم لإعادة تشكيل هويته على المستوى العالمي، بشكل يبرز الدور الإنساني والاجتماعي الذي يمكن للرياضة المساهمة فيه، وهو ما يفسر التوجه نحو تأسيس جائزة تستهدف تعزيز قيمة "السلام" في عالم يشهد انقسامات وصراعات وتوترات ممتدة في أكثر من منطقة.

الجائزة الجديدة تأتي في توقيت تشهد فيه كرة القدم العالمية توسعاً غير مسبوق في النفوذ السياسي والإعلامي، مع تحوّل البطولات الكبرى إلى كيانات اقتصادية هائلة تتنافس دول العالم على احتضانها، وهو ما يجعل الفيفا بحاجة إلى تعزيز ممارساتها الأخلاقية ورسائلها الإنسانية، لتكون متوازية مع حجم نفوذها المتزايد في السنوات الأخيرة.

إضافة جائزة تُمنح سنويا باسم الجماهير حول العالم، يعكس رغبة الاتحاد الدولي في إعادة مركز القوة داخل منظومة اللعبة للجماهير بصورة أكثر رمزية، بعد سنوات اتُّهم فيها الفيفا بأن الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية كانت أكثر تأثيراً من صوت المشجعين. وقد يمنح ذلك الجائزة قيمة مضاعفة، كونها ليست تكريماً رياضياً، بل تكريماً للقيم الإنسانية على مستوى دولي مفتوح.

و توقيت الإعلان عن الجائزة تزامناً مع اقتراب مونديال 2026، يعزز من فرص توظيفها كأداة لإعادة تسويق صورة الفيفا، خصوصاً أن البطولة المقبلة ستكون الأضخم في تاريخ كأس العالم من حيث عدد الدول وعدد المستضيفين وحجم الاستثمار داخل الأراضي الأميركية. وبالتالي، فإن تقديم الجائزة ضمن حدث عالمي بهذا الحجم، قد يكون جزءاً من استراتيجية تسويق ناعمة تستهدف تحسين الانطباع العام وتخفيف إرث الماضي من الأزمات.

ومن المتوقع أن يثير الإعلان المزيد من النقاش خلال الأسابيع المقبلة، خاصة حول قائمة الأسماء أو الجهات المحتملة التي قد يتم ترشيحها للجائزة الأولى في 2025، إلى جانب الجدل حول المعايير التي قد يعتمد عليها الاتحاد في عملية التقييم، لتجنب الانتقادات المتعلقة بالتحيز السياسي أو الانتقاء الرمزي على حساب الشفافية.

وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن لمتابعة تفاصيل الحدث الرسمي الأول للجائزة، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستكون "جائزة الفيفا للسلام" مجرد خطوة رمزية لتحسين الشكل العام، أم أنها ستتحول بمرور الوقت إلى محرك مؤثر فعلياً في دعم المبادرات الإنسانية والمجتمعية حول العالم؟

وفي كل الحالات، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يبدو عازماً على إظهار نفسه بصورة أكثر انفتاحاً وتأثيراً في دوائر صناعة القرار القيمي داخل الرياضة العالمية، في وقت تتزايد فيه أهمية الدور الاجتماعي لكرة القدم، ليس فقط كلعبة للفوز والخسارة، ولكن كلاعب أساسي في هندسة ثقافة التعايش والتهدئة بين الشعوب.