رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

بين الفرض والفضيلة.. الحكم الشرعي في إظهار المرأة وجهها

بوابة الوفد الإلكترونية

أعاد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، الجدل الفقهي القديم حول حكم إظهار المرأة وجهها، مؤكدًا أن المسألة محل خلاف بين العلماء، وأن لكل رأي دليله الشرعي المعتبر، مشددًا على ضرورة احترام الرأيين وعدم التعصب أو الإنكار بين المختلفين.

بين النصوص القرآنية والسنة النبوية

 

استهل الدكتور عطية لاشين فتواه بقول الله تعالى:«وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ»،مبينًا أن هذه الآية هي أصل التشريع في ستر المرأة وزينتها، وأن مقصود الشريعة من ذلك هو الستر والعفاف، كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:«المرأة عورة»،في إشارة إلى أن الأصل في المرأة الستر لا الإظهار.

وأوضح أن الإسلام بنى أحكامه الخاصة بالنساء على أساس الستر والحياء، بدليل منع المرأة من الأذان أو إمامة الرجال في الصلاة، وحتى في حال سهو الإمام، يكون تنبيه المرأة بالتصفيق لا بالنطق بالتسبيح، كما جاء في الحديث الشريف:«إنما التسبيح للرجال والتصفيق للنساء».

رأيان فقهيان متقابلان

وأشار الدكتور لاشين إلى أن العلماء اختلفوا في تحديد ما إذا كان ستر الوجه فريضة أم فضيلة على رأيين:

الرأي الأول: الوجه ليس عورة

يرى أصحاب هذا الرأي أن ستر الوجه فضيلة وليس فريضة، وأن كشفه لا إثم فيه، واستدلوا بقول الله تعالى:«ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها»،موضحين أن المقصود بـ«ما ظهر منها» هو الوجه والكفّان، كما فُسِّرت عن كبار الصحابة مثل ابن عباس وابن عمر وأنس وأبي هريرة رضي الله عنهم.

كما استدلوا بما رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله في قصة حج النبي صلى الله عليه وسلم، حين مرت نساء أمامه كاشفات الوجوه، ولم يأمرهن النبي بسترها، مما يُفهم منه الإقرار.

الرأي الثاني: الوجه عورة يجب ستره

أما الفريق الآخر فيرى أن الوجه عورة يجب ستره، واستدلوا بما رُوي عن عائشة رضي الله عنها حين قالت:«يرحم الله النساء المهاجرات الأول، لما نزل قول الله تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، شققن مروطهن فاختمرن بها»،
أي غطين وجوههن.

كما استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم:«صنفان من أهل النار لم أرهما... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات...»،موضحين أن هذا التحذير يدل على وجوب الستر الكامل للمرأة.

 

وختم الدكتور عطية لاشين فتواه قائلاً:«لا نرجّح رأيًا على آخر لأن لكلا الرأيين أدلته المعتبرة، بل نقول للأخت المسلمة: إن شئتِ سترتِ وجهكِ، وهذا أستر وأحفظ لكِ، وإن شئتِ كشفتِ وجهكِ فلا إثم عليكِ ولا عقوبة».

ودعا العالِم الأزهري إلى الاعتدال والتسامح بين النساء، قائلاً:«من اختارت ستر وجهها فلا تنكر على من كشفته، ومن كشفت وجهها فلا تنكر على من سترته، فالكل دين».