"عزيزنا العميل: يُرجى العلم بأن هذه المكالمة قد تكون مسجلة لأغراض التدريب والجودة، وقد تم تسجيل الشكوى برقم "000"، وجارٍ العمل على الحل، في غضون 5 أيام عمل".
ذلك نص الرسالة المسجلة التي يتلقاها أهالي قرية المنوات التابعة لمركز أبوالنمرس بمحافظة الجيزة، منذ أشهر، في ظل معاناة مستمرة، لم تجد حلًا حتى الآن، رغم تقديم الشكاوى المكتوبة والاتصالات التي لم تنقطع على جميع المسؤولين.
الآن، طفح الكيل، ولم يعد أمامنا سوى معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، الذي نستغيث به، لحل تلك الأزمة المتفاقمة، التي عجز عنها جميع المسؤولين في الشركة المصرية للاتصالات.
نتمنى أن يصل صوتنا إلى معالي الوزير، لكي يعلم أن هناك حالة من الاستياء والغضب، بسبب التدهور الشديد في خدمات سنترال المنوات، الذي أصبح عاجزًا عن تلبية أبسط متطلبات الاتصالات والإنترنت، وسط صمتٍ المعنيين، وعدم استجابتهم للشكاوى المتكررة التي يرسلها المواطنون منذ أشهر طويلة.
ورغم تقديم العديد من البلاغات الرسمية إلى الجهات التابعة للشركة المصرية للاتصالات، فإن الأهالي ـ الذين يتجاوز عددهم الـ150 ألف نسمة ـ لا يتلقون سوى ردٍ آليٍّ مسجَّلٍ ومكرَّر لا يحمل أي جديد، حتى بات نص الرد محفوظًا عن ظهر قلب لدى الجميع، دون أن يتحقق على أرض الواقع أي تحسّن في الخدمة.
كما يشتكي سكان القرية من أن كابلات وخطوط السنترال متهالكة، وأجهزته القديمة عفا عليها الزمن، ولم تخضع لأي تطوير أو تحديث منذ سنوات طويلة، مما أدى إلى ضعف شديد في الاتصالات، وانقطاع متكرر في الإنترنت، وبالتالي حرمان القرية من الخدمة تمامًا لفترات ممتدة.
يجب إدراك أن الأزمة تتفاقم بشدة، مع معاناة القطاع التجاري، والطلبة الذين يعتمدون على شبكة الإنترنت في تحصيلهم الدراسي ومتابعة الدروس والمنصات التعليمية الإلكترونية، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن التواصل أو حضور الدروس أونلاين، مما يؤثر مباشرة على مستقبلهم التعليمي.
ورغم إدراك الأهالي أن الوزارة تبذل جهودًا واسعة لتطوير البنية التحتية للاتصالات على مستوى الجمهورية، إلا أن قرية المنوات ما زالت خارج نطاق الخدمة حتى الآن، في وقتٍ أصبحت فيه خدمة الإنترنت ضرورة حياتية لا غنى عنها.
لذلك، فإن أهالي القرية يطالبون بتدخل شخصي مباشر من معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للوقوف على حقيقة ما يجري داخل سنترال المنوات، وإصدار توجيه عاجل لتجديد كبائن الاتصالات وصيانة الأجهزة المتهالكة، بما يعيد الخدمة إلى مستواها الطبيعي الذي يليق بالمواطن المصري وحقه في خدمات اتصالات وإنترنت مستقرة وعصرية.
إن رسالة أهالي المنوات واضحة، وقد حملوني أن يصل صوتهم من خلالي إلى معالي الوزير: "لقد تعبنا من الشكاوى بلا جدوى، ومن الردود المكررة التي لا تغيّر واقعنا.. نرجو من سيادتكم النظر إلينا بعين الاعتبار، فالوضع لم يعد يُحتمل".