رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مسلسل أمريكى يذاع على أحد المنصات الشهيرة يتناول السياسة الأمريكية الحديثة محاولًا تبيض وجه أمريكا التى تحولت إلى إمبراطورية إستعمارية دمرت العديد من البلدان فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وكذلك أمريكا اللاتينية، المسلسل أسمه «المرشح الناجى» حيث يبدأ العمل بتفجير مبنى الكونجرس الأمريكى ووفاة جميع الوزراء والنواب وكذلك رئيس الجمهورية، فإذا وزير الإسكان والذى علم قبل الجلسة أنه مستبعد من الوزارة الجديدة، يجد نفسه الناجى الوحيد الباقى من تلك المجزرة التى تشبه أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، ومن هنا يتم تنصيبه من قبل الجيش والمخابرات الفيدرالية رئيسًا للجمهورية.. وتتصاعد أحداث المسلسل الذى يتعرض لقضايا المهاجرين المسلمين وأيضًا محاولة إيجاد عدو من بين المنظمات الإسلامية الجهادية يلقون عليه التهم ويحملونه مسئولية هذا الحدث الجلل، ويتمرد أحد محافظى ولاية أمريكية ضد الرئيس وتنتشر أعمال العنف والاعتقالات تجاه المسلمين المهاجرين، وترفض رئيسة مجلس الكونجرس الباقية أو الناجية هبوط طائرة ركاب مليئة بالمهاجرين السوريين وتحولها إلى كندا.. المسلسل يستعرض كم الفساد داخل المؤسسات السياسية الأمريكية وسطوة رأس المال وحال النواب اللذين يعتمدون على ممولين لحملاتهم الإنتخابية، كما يحكى المسلسل عن الرئيس الأمريكى الجديد والذى لا يحظى باحترام الساسة القدامى لأنهم يعتبرونه مجرد رجل محظوظ ليس له أى تاريخ نضال سياسى ولا ينتمى لا للحزب الجمهورى المحافظ ولا للديمقراطى المتحرر وإنما هو مهندس معمارى فاز فى مسابقة تصميم أحد المدن الذكية وهو معروف بنزاهته وهدوءه وأخلاقه المستقيمة ووقوفه مع البسطاء والفقراء محاولًا إيجاد مساكن بأسعار مخفضة وأقساط ممكنة للمحتاجين، ولهذا يختاره الرئيس الذى مات فى إنفجار الكونجرس ليكون وزيرًا للإسكان، لكن المعارضين لوجوده أجبروه على إبلاغه بالإستقالة قبل الإنفجار المميت.. المسلسل محاولة لتبيض وجه أمريكا ورؤسائها وكذلك التأكيد على الديمقراطية وفصل السلطات، حيث الكونجرس ومجلس الشيوخ يلعبان أدوارًا رئيسية وحيوية فى تحرير القوانين وصلاحيات الرئيس تظل محدودة فيما يتعلق بالأمن والأمور الداخلية من إقتصاد وقوانين، أما الجانب الأمنى الخارجى فهو له حسابات ومؤامات عدة.. نكتشف وجود جواسيس يعملون لصالح جهات مختلفة بل وهناك منظمة داخل أمريكا لها أذرع داخل البيت الأبيض والكونجرس ورجال الأمن والدفاع وهى تهدف إلى تدمير الحكومة والسلطة الأمريكية الحالية وإنشاء سلطة جديدة أكثر تطرفًا وأكثر دموية ضد المسلمين والمهاجرين وكل من لا ينتمى إلى أمريكا الأصلية.

الدراما السياسية لا تخلو من بعض الإثارة والتشويق والمغامرة البوليسية ودور المباحث الفيدرالية وأيضًا المجتمع الأمريكى الذى يصدرونه دومًا فى الأسرة السعيدة والأب والزوج الحنون والزوجة الداعمة الواعية والأبناء من ذكر وأنثى.

الجديد هو أن العدو الذى يهدد أمريكا اليوم هو من الداخل وهو نتاج حروب أفغانستان والعراق وقريبًا غزة وسوريا واليمن والسودان، هؤلاء الذين كانوا محاربين قدامى فى تلك المناطق هم من يتعاون مع المنظمات والميلشيات الإرهابية وهم من يهدد الأمن والسلم الأمريكى حاليًا كما صورهم المسلسل.. دراما تستحق المشاهدة من تمثيل وإخراج وسيناريو محبك وقضية تهم العالم بأسره.. الناجون فى أمريكا هم من يحملون بعضًا من أخلاق وإنسانية ونزاهة لكنهم قلة على مقاعد الحكم.