فضية مونديال الناشئين تفتح الطريق لجيل جديد في كرة اليد المصرية.. تقرير
بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب الناشئين لكرة اليد مواليد 2008 بحصد الميدالية الفضية في بطولة العالم الأولى للناشئين بالمغرب، تتجه الأنظار الآن إلى كيفية استثمار هذا الجيل المميز في صناعة مرحلة مستقبلية أكثر قوة داخل كرة اليد المصرية، خاصة في ظل الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي الذي ظهر به المنتخب طوال مشوار البطولة، والذي أكد أن مصر تمتلك مشروعًا مستقبليًا قادرًا على الاستمرار في القمة الدولية خلال السنوات القادمة.
ولا يقف الأمر عند حدود الأداء الجماعي فقط، بل أن البطولة كشفت أيضًا عن عناصر فردية مبشرة للغاية داخل المنتخب، يأتي في مقدمتهم ياسين رمضان، الذي تصدر قائمة هدافي الفراعنة الصغار خلال البطولة بتسجيل 29 هدفًا قبل النهائي، ليقدم نفسه كأحد أبرز المواهب الهجومية في هذه الفئة العمرية، إلى جانب يوسف عمرو ومؤمن النقيب اللذان سجلا 20 هدفًا لكل منهما، ما يعكس قوة الهجوم المصري وامتلاك المنتخب لأكثر من لاعب قادر على صناعة الفارق.
إن وجود أكثر من لاعب هداف بهذا المستوى في بطولة عالمية رسمية يعد مؤشرًا قويًا على جودة القاعدة الفنية داخل هذا الجيل، ويمنح الجهاز الفني والاتحاد رؤية أوضح في كيفية تطوير هؤلاء اللاعبين داخل مسار زمني منظم من الناشئين إلى الشباب ثم المنتخب الأول مستقبلًا، باعتبار أن امتلاك مهاجمين قادرين على التسجيل من كل المراكز يعد من أهم علامات قوة مدرسة اليد المصرية.
هذا الجيل تمكن من إقصاء بطل أوروبا المنتخب الإسباني في نصف النهائي، وقدم مواجهة كبرى أمام المنتخب الألماني أمس السبت في النهائي رغم الخسارة بفارق هدف واحد فقط بنتيجة 44 – 43، وهو ما يعكس أن سقف المنافسة لم يعد أقل من مستوى المنتخبات الأوروبية العالمية، وأن الفوارق أصبحت ضئيلة للغاية، أي أن التطور القادم يمكن أن يكون حاسمًا مع استمرار الدعم والخطط التطويرية.
وتأتي هذه الفضية العالمية لتكون حلقة جديدة داخل سلسلة إنجازات كرة اليد المصرية في السنوات الأخيرة في مراحل الناشئين والشباب وحتى المنتخب الأول، وهو ما يؤكد أن ما يحدث ليس إنجازًا عابرًا، بل نتاج بناء متواصل يبدأ من الموهبة في سن صغيرة، مرورًا بالإعداد العلمي الحديث، ثم التحول إلى لاعب دولي كامل المواصفات قادر على اللعب في الاحتراف الخارجي والمنافسة في أكبر البطولات الدولية.