رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

قطوف

رفيق الدرب

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"


كاد يطير عقلها راجيًا الوصول بالموعد قبل أن تعيده لصوابه، تشق به الجموع بما أوتيت من جرأة نحو المقعد الأخير الشاغر بالحافلة. 
آن لقلبها أن يهدأ بعدما استدركت أنها لحقت بالفرصة الأخيرة قبل أن يقذف بها في معركة الوقت الضائع. 
لطالما كان طريقها خير جليس ورفيق، ترى كيف أن هناك أناس يكرهون الصمت؟ أو ليسوا أعجب لها من كونها بالنسبة إليهم إذا ما أخبرتهم أنها تكره الشتاء، عاشقة للصيف على قسوة شموسه؟ 
ترى كم من الرفاق يكفي للمرأ؛ كي يحادثهم بما يحادث الدروب الطويلة والدفاتر وقطرات المطر ويودعه بين أمواج البحار؟ 
هذا هو اليوم الأخير في رحلتها القصيرة، رغم اتساع الكون داخل تلك الأيام القليلة، التي ستتخذ مقعدها بعد قليل في صناديق ذكرياتها؛ تعينها في رحلات أخرى ربما لم تختر جميعها. هناك قابلت أصدقاء يشبهون دربها... هناك كانت ساعات تشبه الليالي الساكنة رفقة غناء البحر. ترى كيف سيعود العالم اليوم بعدما ينتهي الدرب؟...لتخبرني أيها الدرب! 
حملت عيناها سؤلها نحو الأفق، حيث هناك بدا مثل حلم في نهاية الطريق، يشبه قصة حبها الأولى، يومها أحبت الحب وحسب قبل أن تنتهي الرحلة، وتتوقف الحافلة هناك. حيث تلتقط مقلتاها طرف نظرة كنظرتها إلى الرفيق الصامت المؤنس بلا كلل، حيث تطوف روحها في ضروب من خيال لا ينتهي ولا يجني ولا يهدم، لكنه شديد الاقتحام بلا هوادة، وماذا بعد أيها الخيال، وقد بقيت نصف ساعة؟ ووصل أحد الرفاق إلى وجهته؟ أحقًا بعض الرفقة تكفيها لحظات فقط كي لا تنسى، كما تهدر أخرى سنوات، تشبعك ندمًا أنك لم تقضها في لعبة غميضة دون ذاك؟... لتخبرني أيها الدرب! 
بقيت خمس عشرة دقيقة! 
لنجعلها الأجمل يا صديقي!...حتمًا لا شيء يعاد كمرته الأولى... وحين أعود إليك وقد اعتدتك؛ لن تهرب لهفتي الطفولية من بين جفوني وإن حملت سعادتي لما تبقى من الوقت.... لنجعلها أيها الدرب!