رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تعيشى يا بلدى

زمان كنا نشاهد فى الشارع كلب أو اثنين وربما تزيد قليلا، ولكنها كانت فى النهاية تحت السيطرة إذ كانت هناك خطة واضحة للدولة للحد من انتشارها، ولكن للأسف خلال السنوات الأخيرة بدأت كلاب الشوارع تنتشر فى أنحاء مصر بالعشرات وفى مكان على شكل قبائل لتتحول إلى ظاهرة مزعجة ومقلقة ومخيفة ولتصبح من أكثر القضايا التى تتطلب تدخلا عاجلا لاحتواءها، بعدما تحولت إلى أزمة بيئية وصحية، وخطرا داهما يهدد حياة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن.
الموضوع لم يعد ينتظر التأجيل مع ازدياد حالات العقر فى مختلف المحافظات.
صحيح ليس هناك إحصائيات رسمية دقيقة عن أعداد كلاب الشوارع، ولكن ما نشاهده رأى العين من أسراب الكلاب فى الشوارع ينذر بكارثة، وهناك تقديرات للنقابة العامة للأطباء البيطريين تشير إلى أن عدد كلاب الشوارع أو ما يطلق عليها الكلاب الضالة فى مصر قد يتجاوز 20 مليون كلب، وهو رقم ضخم يوضح حجم التحدى الذى تواجهه الحكومة، للسيطرة على هذا الانتشار المتسارع أو لتوفير أمصال لمواجهة حالات العقر.
ويرى الخبراء أن المشكلة ليست فى الكلاب بقدر ما هى انعكاس لتقصير الحكومة فى مواجهة الظاهرة والخلل المجتمعى والبيئى المتراكم.
فالقمامة المنتشرة فى الشوارع، وضعف منظومة جمع المخلفات، وتراجع حملات التعقيم والتطعيم، كلها عوامل وفّرت بيئة خصبة لتكاثر الكلاب الضالة.
كما أن غياب الوعى المجتمعى وسلوك بعض المواطنين الذين يقومون بإطعام كلاب الشوارع ساهم فى جذب أعداد أكبر من هذه الحيوانات.
ولعل واقعة افتراس أحد الكلاب الضالة للطفل عمر بمنطقة جسر السويس الشهر الماضى تكون بداية لمواجهة الخطر الداهم، فقد تعرض عمر الطالب فى  الصف السادس الابتدائى، لهجوم مفاجئ من أحد الكلاب الضالة فأسقطه أرضًا، ومزق وجهه وأصابع يديه بأسنانه، ما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة، وتسبب فى حدوث قطع بشريان ظهر اليد، وهو ما عرض الطفل لنزف شديد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن الكلب المصاب بالسعار نقل المرض للطفل، واستدعت حالة الطفل حقنة من نوع خاص، تُقدر قيمتها بنحو 1000 دولار، لكن الحصول عليها مشروط بموافقة وزارة الصحة، واحتاج الطفل إلى حوالى ثلاثة أشهر من العلاج المكثف ليتماثل للشفاء، وبالتاكيد هو ليس الأخير ولكن هناك ملايين البشر معرضين لنفس المصير إذا لم تتحرك الدولة للسيطرة على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة.
وأطالب من هذه الزاوية بالإسراع فى التعامل مع الكلاب الضالة، ليس بالقتل أو التسميم ولكن من خلال برنامج للتطعيم ضد السعار، والتعقيم، وإن كان التحدى الأكبر لهذا التوجه يتمثل فى تزايد أعداد الكلاب بصورة كبيرة فى حين أن تكلفة التعقيم مرتفعة، وتفوق قدرة الجمعيات الأهلية وحدها وتحتاج إلى تدخل الدولة، إذ أن تكلفة الواحدة تبلغ نحو 900 جنيه، وقد تصل إلى 3000 جنيه.