في جريمة قتل طفل وتقطيعه بالمنشار بالإسماعيلية:
والدة طفل الإسماعيلية المقتول: "ناري مش هتبرد.. وعايزة القصاص"
قالت مروة قاسم، أم الطفل محمد أحمد، المجني عليه في جريمة قتل المنشار بالإسماعيلية، على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، إنها لن تبكي وإن نار قلبها وحرقتها على طفلها لن تنطفئ حتى يلقى الجاني عقابًا بالقتل كما فعل بابنها.
كتبت مروة قاسم، السيدة الثلاثينية ابنة الإسماعيلية، والتي هزت مصيبتها أرجاء مصر بمقتل طفلها وتقطيعه إلى أشلاء والقائه في أماكن مهجورة، تدوينة مؤثرة جاء نصها: «أنا عايزة حق ابني، يتعدم هو واللي ساعده، مش هعيط، ناري مش هتبرد، إلا لما يتعمل فيه زي ما عمل في ابني، وأعرف هو عمله إيه علشان يعمل فيه كده، أنا مش متخيلة إن محمد يعرف يؤذي حد أو يزعل حد، محمد كان حنين وبيحب الناس وبيحب يساعد الناس ويحب زمايله، قلبه كان أبيض، عمره ما شال من حد ولا فيه حقد أو غل، بالعكس محمد كان وحيد، وكان بيحب زمايله وبيعتبرهم إخواته وبيتعامل عادي، كانت اللقمة بيقسمها مع أي حد معاه في الفصل لو مش معاه سندوتشات، ويجي يقولي وأقوله جدع أخدت ثواب ويفرح، كان لو لقي حد محتاج ومعه فلوس يجري يديله، وماشيين سوا يقولي ماما هاتي فلوس اشتري حاجة ميقوليش على الثواب اللي هيعمله، اكتشفه وأبصله وابتسم وأقول تربيتي.. حسبي الله ونعم الوكيل، أنا عايزة حق ابني يا رب.. ولو قعدت أحكي عمري كله مش هيكفي».
كلمات الأم جاءت عقب قرار النيابة العامة أمس بالتحفظ على والد الجاني يوسف أيمن وإعادة الجاني لتمثيل الجريمة بعدما قام بتغيير أقواله أمام النيابة العامة وسرد تفاصيل مغايرة عن التفاصيل التي اعترف بها في بداية التحقيقات.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة بالإسماعيلية أن الطفل القاتل خطط لجريمته مسبقًا، بعدما اشترى قفازات طبية وأكياسًا بلاستيكية وحبلًا قبل الحادث بيوم واحد، ثم استدرج الطفل محمد إلى منزله، حيث باغته من الخلف، ولف الحبل حول رقبته بإحكام ووضع كيسًا أسود على رأسه حتى يتمكن منه، بينما كان الطفل يصرخ ويستغيث دون أن يسمعه أحد من الجيران.
وأكدت التحقيقات أن تنفيذ جريمة مقتل الطفل ونشره بالمنشار الكهربائي استغرق نحو 7 ساعات متواصلة، وأكدت التحقيقات أن المتهم بعد الانتهاء من تقطيع الجثمان تخلص من الأشلاء بإلقائها في مناطق متفرقة، من بينها بحيرة الصيادين، مما أدى إلى تعفن أجزاء كبيرة من الجثمان وصعوبة التعرف عليها في البداية.
وأكدت التحريات أن المتهم قام بتقطيع جثمان الضحية إلى أشلاء باستخدام منشار كهربائي، ثم طهى جزءًا من الجثمان وتناوله.
وعلمت "الوفد" أن جهات التحقيق سحبت عينة تحليل مخدرات من المتهم، لبيان ما إذا كان تحت تأثير مواد مخدرة وقت ارتكاب الجريمة، إلا أن نتيجة التحاليل لم ترد حتى الآن. وأكدت المصادر أن الطفل القاتل لُوحظ أثناء استجوابه بثباته الانفعالي واستمتاعه بسرد واقعة القتل.
وأعاد فريق النيابة العامة الاستماع لشهادة عدد من الجيران وأقارب الجاني. وكانت النيابة العامة قررت مساء الأحد التحفظ على والد الجاني للتحقيق معه، وذلك عقب إجراءات جديدة من النيابة بإعادة الجاني يوسف أيمن لتمثيل جريمة القتل التي أقدم عليها في الواقعة المعروفة إعلاميًا بواقعة الصاروخ الكهربائي، والتي وقعت قبل أيام بمحافظة الإسماعيلية، وسط انتشار حالة من الحزن الشديد بين الأهالي.
وترجع أحداث الواقعة إلى الأحد الماضي عندما تغيب محمد، ١٢ عامًا، عن العودة لمنزله بعد انتهاء اليوم الدراسي ولم تتمكن أسرته من العثور عليه لدى أصدقائه أو أي من أفراد العائلة، ما دفعهم للتقدم ببلاغ للشرطة، والتي شكلت فريق بحث لكشف غموض اختفاء الصبي، وتبين وقوع جريمة مروعة، حيث أكد فحص كاميرات المراقبة القريبة من المدرسة أن القتيل كان بصحبة زميله في الصف ذاته ويدعى يوسف أ، ١٣ عامًا، وعند سؤاله أكد أنه ترك زميله بالقرب من أحد المطاعم، إلا أن الكاميرات كشفت كذب أقواله، حيث ظهر برفقة القتيل حتى دخل معه إلى منزله ثم اختفى.
وأكدت تحريات فريق البحث أن المتهم خرج من المنزل عدة مرات حاملًا أكياسًا سوداء، وبمداهمة المنزل عثر فريق البحث على مفرش ملطخ بالدماء وكاب خاص بالقتيل، وبمواجهته اعترف المتهم بارتكابه الجريمة عقب مشادة نشبت مع القتيل أثناء تواجدهما بالمنزل، فتعدى عليه مستخدمًا آلة حادة "كتر" وبالضرب بـشاكوش على رأسه حتى فارق الحياة، واستخدم منشار كهربائي خاص بوالده الذي يعمل نجارًا لتقطيع الجثة إلى ٦ أجزاء، وضعها في أكياس سوداء وألقى منها ٤ أكياس بالقرب من مول شهير وكيسين في مبنى مهجور بالمنطقة، مؤكدًا أنه استوحى طريقة تنفيذ الجريمة من إحدى المسلسلات الأجنبية.
وتوجه فريق النيابة العامة مصطحبًا المتهم إلى الموقع الذي ألقى فيه الأكياس التي تضم أشلاء الطالب القتيل في المنطقة المحيطة بإحدى المراكز التجارية الشهيرة وإحدى الأماكن المهجورة، عقب تمثيله الجريمة داخل المنزل محل الواقعة بمنطقة المحطة الجديدة، وسط تواجد أمني كثيف وفريق من النيابة العامة الذي اصطحب القاتل لتمثيل الواقعة وملابساتها بمسرح الجريمة.