رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مصطلح الانحياز الإعلامى قد يفسره البعض خاصة الأكاديمين والمختصيين بأنه الانحياز السياسى فى عرض الأخبار السياسية وتحليلها وتفنيدها، كل من جانبه، وكل من وجهة نظره وموقعه السياسى، سواء مع أو ضد؛ سواء إن كانت سياسة داخلية أو خارجية، وهناك دراسات سنوية ترصد إحصائيات حول وسائل الإعلام العالمية ومدى توازنها أو انحيازها السياسى لقضية أو لبلد أو لسياسة دون أخرى، وتصنف هذه المواقع وتلك القنوات وفق المعايير المهنية والموضوعية ومدى المصداقية والشفافية ومساحات الحرية المتاحة لعرض الأخبار والآراء المتعددة، لكن القضية الأهم اليوم هو ذلك الانحياز الإعلامى للتفاهة والسطحية والمظهرية وكل ما هو غث وردىء حتى وصل بنا الحال اختصار معنى الحياة فى المظهر وليس الجوهر والمخبر، فنحول كل ومعظم ما يقدمه الفن والأدب والإبداع إلى مجرد أطروحات شكلية وحوارات فارغة المضمون ساذجة المحتوى  بدعوى أن هذا هو ما يطلبه الجمهور والمستمعين والمتابعين، وإن تلك اللقاءات البائسة تلهى النفوس المنهكة وتفرغ الرؤوس المتعبة من ضغوط الحياة.
وتدريجيًا ظهرت ظواهر الخلل المجتمعى بعد تدخل وسائل الإعلام وشبكات التواصل فى الحياة اليومية ودقائق وتفاصيل التواجد الحياتى للمشاهير وللأفراد العاديين.. حتى أن بعض الإعلاميين والإعلاميات حدث ليهم خلط كبير فى نسق ومنهج المهنة وتصوروا أنهم يعيشون حياة النجوم والنجومية، فإذا بنا أمام ظواهر خطيرة تختلط فيها الأدوار وتتداخل الشخوص ونفقد البوصلة وينفصل الفن عن الرسالة والإبداع عن المجتمع والمبدع عن نبض الشارع ويتصور الفنان والإعلامى أن كل ما يهم المتابع هو تفاهات الظهور والعلاقات الشخصية، فأصبحت المهرجانات والحفلات وسرادقات العزاء بديلًا عن مناقشة قضايا الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية والأدبية، وتلاشت القوى الناعمة فلا كتاب ولا أدب ولا نقد ولا شعر ولا موسيقى ولا فنون تشكيلية وبصرية طرح للنقد والتحليل والتنوير فى أى وسيلة إعلامية ولا تخرج كاميرات ولا فريق عمل ليتابع ندوة نقاشية علمية، ولكن المهم عرض ونشر الترند والفستان وتسريحة الشعر والقبلات الزائفة والمشاعر الخادعة.. البرامج الإعلامية لا تخرج عن هذه الدائرة المغلقة وتتنافس الإعلاميات والإعلاميين فى استضافة الصغار والكبار يتحدثون عن صغائر وتوافه الأمور حتى تزيد نسب المتابعة ويتسابق المنتجون وشركات الإعلانات فى توقيع عقود البرامج والمسلسلات والأفلام والحفلات! 
هذا إعلام منحاز لكل غث وردى.. إعلام تسطيح وتدمير للمجتمع بعد أن قضت الألعاب الإلكترونية وأفلام العنف ومسلسلات البلطجة على الصغار والمراهقين وحولت العديد منهم إلى زومبى نجد الإعلام يدفع بالمجتمع إلى حالة إستقطاب واستنفار بين الطبقات من خلال الإعلانات المستفزة والبرامج المكررة المعادة عن النجوم وأشباههم وتتصدر الأخبار صورهم وحركاتهم.. أهى عملية إلهاء فقط أم عملية تغييب للعقل أم أن هذا الانحياز قد يؤدى إلى احتقان وفصام انفجار لا تحمد عقباه ولا نتحمله ولا نرجوه…
الخريطة الإعلامية لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من الهيئات الإعلامية واللجان الفرعية المنبثقة من اللجان العليا والهيئات الكبرى لنصل فى نهاية المطاف إلى كلام فى مؤتمرات وتوصيات فى ندوات وصور على صفحات السوشيال ميديا والمحصلة أن الماكينة لا تخرج قماشًا يستر العقل من الغباء والفكر من الهراء والوجدان من الفراغ والنفس من الخواء…
الانحياز الإعلامى أوصلنا لأن ننجذب فى صوفية متشددة مغيبة للعقول فى الموالد الشعبية ذات الصبغة الدينية، وكذلك الموالد والمهرجانات  الاستعراضية ذات النكهة الفنية دون مضمون ودون إبداع ودون تناغم وتناسق طبيعى بين أفراد المجتمع... احذروا الانحياز الإعلامى لطفيليات الأرض ومتسلقى الشهرة لأنه زبد يذهب جف.