رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

OpenAI تفتح الباب أمام محتوى ChatGPT للبالغين

ChatGPT
ChatGPT

 أعلنت شركة OpenAI عن نيتها السماح بمزيد من حرية الاستخدام لمستخدمي ChatGPT البالغين اعتبارًا من شهر ديسمبر المقبل، الخطوة تأتي ضمن سياسة جديدة تهدف إلى "معاملة المستخدمين البالغين كبالغين"، كما أوضح الرئيس التنفيذي سام ألتمان في منشور حديث عبر منصات التواصل.

 القرار يأتي بعد إعلان الشركة في سبتمبر الماضي عن خطتها لإطلاق أدوات للرقابة الأبوية وميزات متطورة للكشف التلقائي عن العمر، ووفقًا لما أشار إليه ألتمان، فإن هذه الإجراءات ستمهّد الطريق أمام تجربة استخدام أكثر تحررًا للبالغين، حيث ستكون بعض أنواع المحتوى، بما في ذلك المحتوى الإباحي، متاحة للمستخدمين الذين تم التحقق من أعمارهم.

 وأوضح ألتمان في بيانه أن OpenAI تستهدف من هذه السياسة الجديدة "تحقيق توازن بين الحرية والمسؤولية"، مضيفًا أن تقييد الأطفال والمراهقين من الوصول إلى أنواع معينة من المحتوى سيسمح بتخصيص بيئة استخدام أكثر أمانًا لهم، وفي الوقت ذاته يمنح البالغين حرية أكبر في التفاعل مع ChatGPT دون قيود صارمة.

 التحول الجديد يعكس توجهًا واضحًا داخل OpenAI نحو تنويع حالات استخدام ChatGPT وتوسيع نطاقه بما يتجاوز حدود المحادثات التعليمية أو المهنية، فالشركة، التي كانت في السابق تتخذ مواقف صارمة ضد أي محتوى حساس أو للبالغين، بدأت الآن تتبنى نهجًا أكثر واقعية يتماشى مع ما يطلبه المستخدمون حول العالم.

ويُذكر أن إشارات أولى لهذه الخطوة ظهرت خلال فعالية DevDay 2025، عندما كشفت OpenAI عن إرشادات جديدة للمطورين تتيح دعم التطبيقات المخصصة للبالغين، بشرط تطبيق أنظمة تحقق من العمر وضوابط صارمة للأمان.

 ووفقًا لتلك الإرشادات، فإن فتح الباب أمام "تجارب البالغين" في تطبيقات ChatGPT سيصبح متاحًا بشكل رسمي مع بداية ديسمبر.

 غير أن هذه الخطوة لم تمر دون جدل، فبينما يرى البعض أن OpenAI تتعامل بواقعية مع احتياجات المستخدمين، يحذر آخرون من المخاطر الأخلاقية والاجتماعية لهذه السياسة، خاصة في ظل الأحاديث المتزايدة حول التأثير النفسي لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

 ففي وقت سابق هذا العام، أثارت قضية وفاة المراهق آدم راين، البالغ من العمر 16 عامًا، ضجة كبيرة بعدما تبيّن أنه استخدم ChatGPT للتخطيط لإنهاء حياته، الحادثة دفعت الشركة إلى مراجعة آليات السلامة الذهنية داخل المنصة، حيث أضافت OpenAI إشعارات دورية لتذكير المستخدمين بأخذ فترات راحة، كما عدّلت سلوك ChatGPT لتقليل المبالغة في التفاعل العاطفي.

 ويرى مراقبون أن OpenAI تسعى من خلال هذه الخطوات إلى إعادة صياغة العلاقة بين المستخدم والذكاء الاصطناعي على أساس من "الثقة المتبادلة" بدلاً من الرقابة المفرطة. ويعتقد آخرون أن الشركة تحاول أيضًا المنافسة في سوق المحتوى المخصص للبالغين، والذي يشهد توسعًا كبيرًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

 ومع اقتراب ديسمبر، تستعد OpenAI لتطبيق نظام تحقق متكامل يعتمد على تحديد العمر وربط الحسابات الرسمية بآليات تأكيد الهوية، بما يضمن أن المحتوى الحساس لا يصل إلى المستخدمين الأصغر سنًا.

 في النهاية، تبقى خطوة OpenAI مثار نقاش واسع في الأوساط التقنية والأكاديمية، بين من يعتبرها تطورًا طبيعيًا في مسار حرية المستخدمين، ومن يراها انحدارًا أخلاقيًا محفوفًا بالمخاطر. ومع دخول الذكاء الاصطناعي مرحلة جديدة من الوعي المجتمعي، يبدو أن حدود ما هو "مسموح" و"محظور" باتت أكثر مرونة من أي وقت مضى.