رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صواريخ

كان يومًا فارقًا فى حياة هذا الوطن، ومسيرة هذا الشعب، وأصبح يومًا خالدًا فى سجلات التاريخ تتحدث عنه الأجيال، بعد أن سطر المصريون فى هذا اليوم أعظم ملحمة عسكرية فى التاريخ الحديث، وفاجأوا العالم بالمعجزة العسكرية فى تدمير خط بارليف بأيديهم، رغم أن كل التقديرات والنظريات العسكرية قد أكدت أن تدمير خط بارليف يحتاج إلى قنبلة نووية لاجتيازه.. دهشة العالم فى السادس من أكتوبر عام 73 كانت أكبر من أن يستوعبها الجميع بما فيها القوى العظمى فى هذا الوقت الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الظروف التى كانت تعيشها مصر على المستوى العسكرى والاقتصادى بسبب هزيمة 67، والتفوق العسكرى الهائل للكيان الصهيونى نتيجة الدعم الأمريكى والغربى، وأيضا وجود عائق مائى يتمثل فى قناة السويس، واستغلال إسرائيل لهذا العائق وتحويله إلى مانع حصين بعد إنشاء خط بارليف بارتفاع عشرين مترًا بكل تحصيناته وخطوط النابالم التى تحول مجرى القناة إلى كتلة لهب فى دقائق، وهو ما جعل استعادة سيناء أمرًا مستحيلًا فى ظل هذه التحصينات التى تحتاج إلى قنبلة نووية لفتح طريق الحرب والمواجهة المباشرة.

العبقرية المصرية فى السادس من أكتوبر، تجلت فى صور فريدة ومتعددة، بداية من أكبر خطة خداع استراتيجى عرفها العالم، وكان الهدف منها مباغتة العدو وشل حركته، وإفقاده لميزة التفوق العسكرى والتقدم التكنولوجى وهو الأمر الذى دعا الرئيس الراحل أنور السادات لتكليف جهاز المخابرات العامة والحربية لوضع خطة الخداع الاستراتيجى وإخفاء أية ملامح عن استعداد مصر للحرب، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف نجحت الأجهزة المصرية فى ترسيخ مفهوم - اللا حرب واللا سلم - فى المجتمع المصرى، وصناعة وتصدير المشاكل مثل أزمات التموين ونقص السلع الغذائية، وتوجيه وسائل الإعلام لإبراز مظاهرات الطلبة واحتجاجات المواطنين ونشر أخبار تسريح أعداد من الضباط والجنود، والإعلان عن تيسير رحلات جوية لرجال الجيش إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، وكانت ذروة الخديعة الكبرى فى تحديد موعد لقاء وزير الخارجية المصرى محمد حسن الزيات بنظيره الأمريكى هنرى كيسنجر فى واشنطن يوم 6 أكتوبر.. وتوالت عبقرية المصريين من خلال إعداد المقاتل المصرى وتوظيفه فى مواجهة وتدمير المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات من خلال سلاح خفيف ومحمول وهو -آر بى جيه- ليسجل المقاتل المصرى معجزات عسكرية تدرس حتى الآن فى جميع الأكاديميات العسكرية حول العالم.

وكما تتقدم الاحتياجات العسكرية فى أوقات الحروب على ما عداها من احتياجات اقتصادية أو اجتماعية.. يأتى دور القوات المسلحة فى إعادة ترتيب أولويات الدولة فى الأحداث الكبرى التى تشكل تهديدًا مباشرًا لمسيرة ووحدة الوطن، كما عايشته مصر فى الفترة من 2011 وحتى 2013، واستطاعت القوات المسلحة المصرية بخبراتها المتراكمة وقيمها الوطنية الراسخة أن تحافظ على وحدة وتماسك وسلامة الدولة ومؤسساتها، بعد أن انحازت لإرادة الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيو العظيمة التى شكلت عبورًا جديدًا فى حياة الأمة. وفى استلهام حقيقى لروح أكتوبر العظيم، جاء تلبية القوات المسلحة لنداء المسئولية الوطنية لإعادة بناء الدولة المصرية، وشهدت مصر فى السنوات العشر الأخيرة مشروعات عملاقة لم تعرفها على مدار عقود طويلة، وكان أهمها قناة السويس الجديدة بانفاقها التى أعادت ربط سيناء بالدلتا، وإعادة بناء وتحديث البنية الأساسية شملت معظم أرجاء مصر إضافة لإنشاء عشرات المدن الحديثة التى فتحت شرايين جديدة للتنمية، ومشروعات اقتصادية عملاقة لإنشاء الدلتا الجديدة وفى سيناء وتوشكى وغيرها الكثير، لتستعيد مصر مكانتها وحداثتها بين الدول العصرية.. رحم الله بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات وكل شهداء الوطن وكل التحية لأبطال القوات المسلحة والأجهزة المصرية فى ذكرى النصر العظيم.

حفظ الله مصر