خط أحمر
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة ظُهر السبت ٤ من هذا الشهر مقتل ٢٩ فلسطينيًا فى صباح اليوم نفسه.
علينا أن نلاحظ هنا أن حركة حماس أعلنت مساء الجمعة ٣ من الشهر قبول خطة الرئيس الأمريكى ترمب لوقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين فى القطاع، وما كادت تعلن ذلك حتى كان ترمب قد دعا حكومة التطرف فى تل أبيب إلى وقف القصف فورًا.
ولكن حكومة التطرف من جانبها واصلت القصف بدليل هذا الرقم الذى أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، وهو رقم لا أحد يعرف إلى أين سيصل عندما ترى هذه السطور النور؟ ولكن ما نعرفه أن عدم التفات الحكومة المتطرفة برئاسة نتنياهو إلى ما أعلنه الرئيس الأمريكى معناه أنها حكومة تمارس القتل من أجل القتل فى حد ذاته، وتواصل الحرب منذ بدأتها فى السابع من أكتوبر من السنة قبل الماضية من أجل الحرب فى حد ذاتها.
وهذا -كما ترى- نوع جديد من الحروب لم يعرفه العالم تقريبًا من قبل، لأن الحروب لها ضوابطها التى حددها القانون الدولى بهذا الشأن.
ولا بد أن نتنياهو سيكون أشد المتضررين من وقف الحرب، ولو استطاع أن يواصلها مدى حياته فلن يتردد فى ذلك، لأنه يعرف بديلها على مستواه الشخصى.
إنه يعرف أن العدالة تنتظره فى قضايا فساد جرى اتهامه فيها، ويعرف أنه لو لم يكن على رأس الحكومة فى تل أبيب، لكان مكانه الطبيعى فى السجن، ويعرف أن وجوده خارج السجن مسألة مؤقتة، وأنه إذا لم يدخله فى قضايا الفساد التى تنتظره، فسوف يدخله فى قضية أخرى أشد هى مسئوليته عن طوفان الأقصى الذى فاجأ الإسرائيليين فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
يعرف ذلك كله ويعرف ما هو أكثر منه، ولم يكن يفعل شيئًا فى مواجهة ما يعرفه سوى مواصلة الهروب إلى الأمام كلما وجد أنه مدعو إلى وقف الحرب، وقد كان ينجح فى هروبه هذا فى كل مرة، ولكنه مع خطة ترمب يبدو أنه لن يصادف ما صادفه من قبل فى كل هروب لجأ إليه.
كل الأمل ألا يقع شيء يفسد موافقة حماس على ما أعلنه الرئيس الأمريكى، لأن هذا الشىء لو وقع لا قدر الله فسوف يكون رئيس حكومة التطرف أسعد الناس به.. وسوف يعمل بكل ما لديه من طاقة على إفساد موافقة حماس، ونتمنى أن يكون لدى الحمساويين من الوعى ما يجعلهم يقطعون هذا الطريق عليه.