رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

اثنان وخمسون عامًا مرت على انتصارات السادس من أكتوبر، وما زالت الفرحة عارمة فى القلوب بما جرى فى هذا اليوم العظيم.

كُنت طفلًا صغيرا وعايشت بهجة الناس بنجاح الإنسان المصرى فى تحويل هزيمة مريرة وقاسية إلى انتصار كبير خلال ست سنوات، وتمكنه من فرض إرادته القائمة على الحق والعدل أمام العالم كله، ومن ثم استعادته لأرضه واقراره لحق الأجيال التالية أن تنعم بسلام وأمان وتبدأ مسيرة البناء والتعمير.

كانت حرب أكتوبر 1973، وما زالت حربًا استثنائية فى كل شىء. فلقد أعادت الأرض والكرامة والكبرياء، ولقنت العدو درسًا بليغًا قاسيًا، وأقامت لديه جدارًا مانعًا من الخوف من تكرار العدوان على دولة تأبى الاستسلام ولا تقبل الهوان.

كما مثّلت الحرب نموذجًا مُعلمًا للأجيال التالية حول وحدة الصف، والقدرة على العمل الجماعى المُنظم، والتقدير الواعى للأولويات، والإخلاص الشديد للمصلحة الوطنية. لقد ضرب المصريون طوال سنوات الحرب أبرع الأمثلة فى التضحية والبطولة والإيثار.

كان من المُعجز فى نظر كثير من الخبراء العسكريين فى العالم عبور حاجز مائى مثل قناة السويس، وإزالة سواتر ترابية، وتحطيم حصن خطير استغرق بناؤه سنوات طويلة، لكن الإرادة المصرية نجحت بالجهد والتخطيط أن تمحو كلمة «مستحيل» وترد دعوات الإحباط وتثبيط العظيمة، وتسطر أروع المشاهد للجنود الشجعان وهم يعبرون ويقتحمون الحصون ويقاتلون بشرف.

والآن وبعد أكثر من نصف قرن على النصر، ننظر بتقدير واعتزاز إلى الجنود الشجعان الذين عبروا وقاتلوا، الشهداء منهم والذين عادوا أحياء، وننحنى احترامًا لتضحياتهم العظيمة وروحهم الوثابة.

نُجل ونُقدر الرئيس الراحل أنور السادات، الذى اتخذ أحد أخطر وأصعب القرارات فى تاريخنا الحديث، ونُحيى القادة والمسئولين العظام الذين خططوا وتابعوا وأشرفوا على المعركة وشاركوا فيها، كما نعتز بكل مواطن مصرى شريف أدى ما عليه من واجب والتزام بأمانة وإخلاص وصولًا إلى ما تحقق من نصر أسطورى مُبهر.

لقد علمتنا المعركة أننا قادرون على تحقيق ما نطمح إليه، إذا اصطففنا جبهة واحدة، وأعددنا كل ما يلزم، وعملنا بجد واجتهاد.

إن روح أكتوبر العظيمة لا تخمد أبدًا، تلهمنا اليقين فى قوة وصلابة المصريين وإصرارهم على النجاح فى كل معركة، وتؤكد لنا أن تحقيق الإنجازات ليس أمرًا عشوائيًا أو عفويًا، وإنما هو نتاج تخطيط حكيم، وإعداد جيد، وتدريب متقن، وتنسيق بين كافة الأطراف. لقد تحقق لنا النصر فى أكتوبر 1973 لأننا وضعنا خطة جيدة، ورسمنا سيناريوهات دقيقة، وأعددنا العدة اللازمة، واستعددنا لكل شىء. كما تُعلمنا أن تدريب وتأهيل العنصر البشرى ضرورة لازمة ومستمرة لتحقيق النجاحات، فالإنسان هو عماد أى إنجاز.

وتبقى لدينا حقيقة دامغة ولازمة مفادها أن القوات المسلحة المصرية على وجه التحديد، هى الحصن المنيع والركن الأعظم للأمة المصرية فى مسيرتها بين الأمم، وأن بقاءها، ورفعتها، وتقدمها، وريادتها أمر ضروري، ولا يقبل أى تهاون أو تقصير. ولا شك أنها تستحق كل التقدير والاعتزاز.

وسلام على الأمة المصرية.