رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

شاهد.. وزير الاتصالات: السيارات المتصلة والجيل الخامس خطوة نحو مجتمع رقمي متكامل

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تمضي بخطوات وثابة نحو بناء مجتمع رقمي متكامل، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ "إنترنت الأشياء" لم يعد مجرد مفهوم تقني، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه على حياتنا اليومية، ويمثل خطوة جوهرية في طريق التحول نحو "مصر الرقمية" كما تتطلع إليها الدولة.

وأوضح الوزير، في مداخلة هاتفية مع برنامج "ستوديو إكسترا"، أن إنترنت الأشياء يقوم على فكرة وجود حساسات وأجهزة صغيرة داخل المعدات والأجهزة الحديثة، تجعلها قادرة على الاتصال بالإنترنت، لتصبح الشبكة ليست حكرًا على الإنسان فقط، بل وسيلة تربط بين مختلف الأشياء من سيارات وأجهزة منزلية وأدوات صناعية.

السيارات المتصلة بالإنترنت

وأشار طلعت إلى أن السيارات الحديثة باتت مزودة بخاصية الاتصال بالإنترنت، والتي يطلق عليها عالميًا "السيارات المتصلة"، لافتًا إلى أن الخطوة الجديدة في مصر هي إتاحة هذه الخاصية بشكل رسمي من خلال إطار حوكمي واضح، يضمن لمصنعي ومستوردي السيارات القدرة على تفعيلها لصالح المستخدم المصري.

وأضاف أن لهذه التقنية مميزات عديدة، من بينها تعزيز الأمان، وإتاحة القدرة للسيارة على إرسال إشارات تنبيه أو استغاثة في المواقف الطارئة، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الشركة المصنعة في حالة حدوث أعطال أو مشكلات تعيق الاستخدام، وتوقع الوزير أن تنتشر هذه الخصائص بشكل واسع في السوق المصري خلال السنوات القليلة المقبلة.

عبء إضافي على شبكات الاتصالات

وأوضح الوزير أن تفعيل إنترنت الأشياء سيؤدي بطبيعته إلى زيادة العبء على شبكات الاتصالات، حيث سيُضاف إلى الاستخدام البشري اليومي ملايين الأجهزة والمعدات التي تتطلب اتصالًا دائمًا بالإنترنت، وهو ما يجعل من الضروري توسيع قدرات الشبكة وتعزيز بنيتها التحتية لتكون قادرة على استيعاب الطلب المتزايد.

وأشار طلعت إلى أن مصر حققت خلال السنوات الماضية قفزات كبيرة في مجال دعم وتطوير البنية التحتية الرقمية، موضحًا أن سرعة الإنترنت قفزت من 5 ميجابت/ثانية في عام 2018 إلى أكثر من 90 ميجابت/ثانية حاليًا، كما تتصدر مصر منذ عام 2022 قائمة الدول الأفريقية في متوسط سرعة الإنترنت الثابت بشكل مستمر.

استثمارات ضخمة وتوسع في الأبراج

ولفت الوزير إلى حجم الاستثمارات الضخمة التي ضُخت في تطوير شبكات المحمول، حيث ارتفع معدل بناء أبراج الاتصالات من 1300 برج سنويًا إلى نحو 3000 برج سنويًا، بما يعزز من تغطية الشبكة وقدرتها على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المستخدمين والأجهزة المتصلة.

وأكد أن هذه الجهود انعكست على قدرة الشبكة الاستيعابية، مما يمكّنها من مواكبة الطفرة في الطلب على خدمات الإنترنت.

تدريب الكوادر البشرية

وفي سياق متصل، شدد الوزير على أن تنمية القدرات البشرية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تأتي على رأس أولويات الوزارة، مشيرًا إلى أن عدد المتدربين قفز من 4000 متدرب في 2015 إلى نصف مليون متدرب خلال العام الماضي، أي بزيادة 120 ضعفًا.

وقال: "اليوم لدينا مبادرات تدريبية تغطي جميع الفئات العمرية من سن 8 سنوات وحتى 88 عامًا، وكلها مجانية وتستهدف مختلف شرائح المجتمع"، مضيفًا أن كل يوم يشهد إطلاق مبادرات جديدة لدعم المهارات الرقمية وتهيئة الكوادر القادرة على التعامل مع أحدث التقنيات.

حوكمة وتنظيم استخدام التكنولوجيا

وكشف الوزير أن سبع شركات عالمية كبرى طلبت ترخيص استخدام خاصية السيارات المتصلة في مصر، وهو ما استدعى عقد اجتماعات تقنية متعمقة مع هذه الشركات لضمان وجود حوكمة واضحة وآليات منظمة تتيح الخدمة للمواطن بشكل آمن وفعّال.

وأوضح أن جاهزية مصر لاستقبال هذه التقنيات الحديثة ينعكس بشكل مباشر على رؤية الدولة في استيعاب التكنولوجيا الجديدة بشكل آمن ومنظم.

واعتبر طلعت أن تقنية الجيل الخامس تمثل حجر الزاوية في هذا التحول، حيث تتميز بقدرتها على إدارة وتحكم عدد ضخم من الأجهزة المتصلة في وقت واحد، وهو ما يجعلها مثالية لدعم تطبيقات إنترنت الأشياء. وأشار إلى أن هذه الإمكانات ستتيح التواصل الفوري مع المركبات والمعدات المتصلة، وتقديم الدعم لها بسرعة وكفاءة.

واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن مصر تضع نصب أعينها بناء مجتمع رقمي متكامل، ليس فقط عبر تطوير البنية التحتية، بل أيضًا من خلال تدريب الكوادر البشرية وتأمين الخدمات، بما يضمن أن تكون الدولة مستعدة لمواكبة الثورة التكنولوجية العالمية واستثمارها لصالح المواطن.