ابنك لا يحب المذاكرة؟.. استشاري التخاطب والتربية تقدم حلول فعالة لتحفيزهم
يعاني كثير من الآباء من صعوبة جذب أطفالهم للمذاكرة، ما يثير القلق بشأن مستواهم التعليمي وتطور مهاراتهم، وفي تصريح خاص لـ"بوابة الوفد الإلكترونية"، تقدم دكتورة هالة فهيم عماره، استشاري التخاطب والتربية الخاصة بمستشفى الهلال الأحمر، نصائح عملية تساعد الأطفال على الاستمتاع بالدراسة وتبني علاقة إيجابية مع التعلم.

أوضحت دكتورة هالة فهيم عماره أن البداية تكمن في التعرف على أسلوب تعلم الطفل، فبعض الأطفال يفضلون التعلم السمعي من خلال الاستماع، والبعض الآخر بصري عبر متابعة الصور والفيديوهات، بينما يعتمد البعض على التعلم الحسي عبر الأنشطة العملية واللمس.
وأضافت أن استغلال هذه الأساليب في تقديم المعلومات يزيد من اهتمام الطفل ويجعله أكثر تفاعلًا مع المادة الدراسية.
وأكدت د. هالة أن كون الوالدين قدوة إيجابية له أثر كبير، فمشاهدة الأطفال لأمهاتهم أو آبائهم وهم يقرؤون أو يدرسون بانتظام يحفزهم على الاقتداء بهم.

كما نوهت بضرورة تجنب الضغط على الطفل، مشيرة إلى أهمية تقسيم وقت الدراسة إلى فترات قصيرة مع فواصل للراحة، حتى لا يشعر الطفل بالملل أو النفور من المذاكرة.
وأضافت دكتورة هالة فهيم أن تركيز المذاكرة على الفهم وليس الحفظ فقط يعد خطوة أساسية، حيث يمكن تبسيط الدروس وتقديمها بشكل تفاعلي، ما يعزز استيعاب الطفل وتشجيعه على الاستمرار، كما شددت على أهمية تحقيق توازن صحي بين الدراسة والأنشطة التي يحبها الطفل، مثل الرياضة أو الموسيقى أو حفظ القرآن.
ونصحت الدكتورة هالة بالابتعاد عن جعل المذاكرة وسيلة للعقاب، واستخدام أسلوب لطيف ومحفز يشجع الطفل على أداء واجباته، مع تعليم الطفل أهمية الاجتهاد لتحقيق أهدافه المستقبلية.
وأكدت أن تعزيز التفاؤل والروح الإيجابية، مع التعبير عن الفخر بإنجازاته، يجعل الطفل يتعامل مع الدراسة كفرصة ممتعة وليس عبئًا.
وأشارت د. هالة إلى أن المشاركة في أنشطة تعليمية خارج المنزل، مثل زيارة المكتبات أو الحدائق وربطها بالدروس، تساعد على توسيع مدارك الطفل بطرق مبتكرة وشيقة، بينما يمكن استخدام وسائل ممتعة مثل الألعاب التعليمية والقصص والأنشطة الفنية لجعل المذاكرة أكثر متعة وتشويقًا.
واختتمت الدكتورة هالة فهيم تصريحها مؤكدة أن اتباع هذه الخطوات سيجعل الطفل يبني علاقة إيجابية مع المذاكرة، وتطور مهاراته بشكل طبيعي ومحبب، مما يضع أساسًا قويًا لمستقبله التعليمي.