رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مأساة لاعب آرسنال تفتح جرحًا قديمًا.. سلامة الملاعب في إنجلترا تحت المجهر

اللاعب السابق في
اللاعب السابق في أكاديمية أرسنال، بيلي فيجار

توفي اللاعب السابق في أكاديمية أرسنال، بيلي فيجار، عن عمر 21 عامًا، بعد إصابته بجروح دماغية خطيرة أثناء مباراة لفريق تشيتشستر سيتي، ما أعاد إلى الواجهة قضية سلامة الملاعب في كرة القدم الإنجليزية، ومناقشة الإجراءات الوقائية التي يفترض أن تحمي اللاعبين من المخاطر القابلة للتجنب.

وأكدت إدارة النادي يوم الخميس أن الحادثة وقعت السبت الماضي على ملعب وينجيت آند فينشلي، عندما اصطدم فيجار بجدار خرساني محيط بالملعب أثناء محاولته الاحتفاظ بالكرة داخل الملعب، تم نقل اللاعب على الفور إلى المستشفى ووضع في غيبوبة مستحثة، قبل أن يعلن النادي وفاته لاحقًا.

وقالت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين (PFA)، التي تمثل اللاعبين في إنجلترا، إن هذه الحادثة المأساوية تستدعي تحقيقًا رسميًا شاملاً لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. 
وأكد مهتا مولانجو، الرئيس التنفيذي للرابطة، على أن جميع اللاعبين يجب أن يتمتعوا بسلامة قصوى أثناء التدريب والمباريات، وأنهم لا ينبغي أن يتعرضوا لمخاطر يمكن تفاديها: "يجب أن نضمن ألا تضيع أي فرصة لتحسين سلامة الملاعب، وأن لا تكون هناك حاجة لوقوع حادثة مأساوية لتدفع الجهات المعنية لإجراء التغييرات الضرورية."

 

الحادثة ليست الأولى من نوعها، ففي نوفمبر 2022، تعرض اللاعب أليكس فليتشر من نادي باث سيتي لكسر في الجمجمة بعد اصطدامه بلوحة إعلانية مدعمة بالخرسانة، ما أثار آنذاك انتقادات واسعة حول التصميمات الخطرة في الملاعب الصغيرة والمستوى الأدنى من الدوري الإنجليزي.

وفي يونيو 2023، وجه مولانجو، بالتعاون مع الوزير الرياضي آنذاك ستيوارت أندرو، رسائل رسمية إلى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري كرة القدم الوطني، مطالبين باتخاذ نهج استباقي لتقييم المخاطر في الملاعب، والعمل على تنفيذ إجراءات وقائية، بما في ذلك التحقق من سلامة الجدران والأسوار المحيطة بالملاعب.

وأكدت الرابطة أنها ستقدم أي دعم ضروري للتحقيق الرسمي، بما في ذلك تقديم بيانات ومعلومات عن حوادث مماثلة تعرض لها لاعبوها في الماضي، ورفع توصيات محددة حول كيفية منع وقوع إصابات خطيرة مستقبلًا.

من جانبها، أعرب الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عن صدمته للحادثة وقدم تعازيه لعائلة اللاعب وأصدقائه وزملائه في النادي، مؤكدًا أنه سيتم التعاون مع السلطات المختصة لضمان التحقيق في ملابسات الحادث.


تسلط الحوادث المتكررة الضوء على مسؤولية الأندية والهيئات الرياضية في ضمان بيئة آمنة للاعبين، و يفرض القانون الإنجليزي على الأندية اتخاذ كل الإجراءات المعقولة لتقليل المخاطر على اللاعبين، بما في ذلك مراجعة تصميمات الملاعب، التحقق من قوة وديمومة الهياكل المحيطة بالملعب، ووضع بروتوكولات للإسعافات الأولية والتدخل السريع عند وقوع الإصابات.

تاريخيًا، تم تسجيل عدد من الإصابات الخطيرة بسبب اصطدام اللاعبين بأسوار أو حواجز صلبة على حدود الملعب، ما دفع النقابة والحكومة إلى مطالبة الأندية باتخاذ إجراءات استباقية، وليس الاكتفاء بالتحقيق بعد وقوع الحوادث.


أثار الحادث صدى واسعًا في وسائل الإعلام البريطانية، حيث تناولت الصحف المحلية القضايا المتعلقة بسلامة الملاعب في الدوري الإنجليزي بمستوياته المختلفة، وأكدت النقابات على أن تحسين الملاعب ليس رفاهية، بل ضرورة لحماية حياة اللاعبين.

وانتشرت مطالبات على وسائل التواصل الاجتماعي لتطبيق معايير أمان صارمة تشمل تغطية الجدران والموانع بمواد مرنة، وتقييم المخاطر بشكل دوري لكل المباريات، سواء على مستوى الأندية المحترفة أو الهواة.

الحادثة الأخيرة تضع كرة القدم الإنجليزية أمام اختبار حقيقي، حيث تؤكد الرابطة، أن سلامة اللاعبين يجب أن تكون أولوية قصوى، فوق أي اعتبارات مالية أو تنافسية، وأن أي تقصير في هذا المجال قد يكون مكلفًا جدًا، ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل أيضًا قانونيًا وسمعويًا على مستوى الأندية والدوري الإنجليزي بأسره.