وائل جمعة: العوامل السياسية والدينية تمنع فوز اللاعبين العرب بالكرة الذهبية
أبدى وائل جمعة، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، استياءه من المعايير التي تحكم عملية اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية "بالون دور"، مؤكداً أن عوامل خارج نطاق كرة القدم مثل السياسة والجغرافيا والانتماءات الدينية تلعب دوراً كبيراً في حسم الأصوات، وهو ما يحرم اللاعبين العرب من فرصة التتويج بالجائزة الأرفع في عالم كرة القدم.
وقال جمعة في تصريحات تليفزيونية عقب انتهاء مراسم الحفل: "المشكلة ليست في إمكانيات لاعبينا، ولكن في المنظومة المحيطة بالجائزة نفسها، فهي لا تُمنح على أساس الأداء الفني وحده. هناك اعتبارات أخرى مؤثرة تفرض نفسها في الاختيارات النهائية، وهذا ما يجعل من الصعب أن نشاهد لاعباً عربياً يعتلي منصة التتويج."
وأضاف أن محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وكذلك أشرف حكيمي ظهير باريس سان جيرمان، قدما مستويات استثنائية خلال السنوات الماضية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لوضع أي منهما على قمة المنافسة.
وأكد أن صلاح تحديداً، بما قدمه على مدار مسيرته الأوروبية، يستحق أن يكون ضمن الثلاثة الكبار على الأقل في قوائم الجائزة، لافتاً إلى أن أرقامه الفردية وأداؤه مع ناديه على مستوى البطولات الأوروبية تجعله مؤهلاً للمنافسة على اللقب بجدارة.
وأشار جمعة إلى أن تقدم صلاح في العمر يجعله في سباق مع الزمن، موضحاً أن استمرار العوامل الخارجية في التأثير على التصويت قد يبدد الفرصة الأخيرة للنجم المصري في التتويج بالجائزة. وقال: "لن يأتي لاعب عربي يحقق ما فعله محمد صلاح، لكن للأسف هذا الإنجاز يصطدم بحسابات سياسية ودينية قد لا نراها على السطح، لكنها تتحكم في النتيجة النهائية."
وأوضح مدافع الأهلي السابق أن كرة القدم بطبيعتها لعبة جماهيرية تتسم بالتأثيرات المتشابكة، لكن الجوائز الفردية يجب أن تبتعد قدر الإمكان عن أي حسابات غير رياضية.
وأضاف: "حين نتحدث عن لاعب بحجم صلاح أو حكيمي، فإن تقييمهما يجب أن يعتمد على العطاء داخل الملعب، وليس على اعتبارات جغرافية أو خلفيات دينية. المؤسف أن تلك العوامل باتت واضحة في قرارات السنوات الأخيرة."
وتابع جمعة: "صلاح حمل اسم مصر والعرب في أكبر المحافل الكروية، وساهم في رفع مستوى كرة القدم العربية على الساحة العالمية. لكن رغم كل ذلك، لا نرى انعكاساً لهذا الإنجاز في النتائج النهائية للكرة الذهبية."
واعتبر أن استمرار هذا النهج قد يُحبط الأجيال القادمة من اللاعبين العرب، الذين سيشعرون أن جهودهم مهما بلغت لن تُكلل بالاعتراف الدولي المستحق. وواصل قائلاً: "أكبر خسارة ليست فقط حرمان صلاح أو حكيمي من التتويج، وإنما الرسالة السلبية التي تصل إلى اللاعبين الصاعدين بأن باب المجد العالمي مغلق أمامهم."
واختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن فوز لاعب عربي بالكرة الذهبية يظل حلماً مشروعاً، لكنه سيبقى مؤجلاً طالما أن الاختيارات محكومة بعوامل غير كروية، داعياً القائمين على الجوائز العالمية إلى مراجعة معاييرهم بشكل أكثر حيادية وإنصافاً.