رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ما لم يره «مدبولى» فى زيارة القنطرة.. مسرحية تجميل على حساب المال العام

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن الطريق المؤدى إلى مدينة القنطرة أمس على طبيعته المعتادة، بل بدا وكأنه يستعد لعرض مسرحى أبطاله عمال النظافة والدهان، وإكسسواراته نباتات خضراء وطبقة أسفلت جديدة على عجل.
كل شىء جُهز بسرعة فائقة كى يمر موكب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فوق صورة مصطنعة، بعيدة كل البعد عن الواقع اليومى للمواطنين. تنظيف شامل لا يُرى فى الأيام العادية، ترقيع وقتى للحفر، زهور تُزرع لتلتقطها عدسات الكاميرات ثم تذبل بعد ساعات. إنها صورة منمقة مرسومة خصيصًا لإقناع المسؤول بأن الحال بخير، بينما الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.
والسؤال: هل يعلم الدكتور مصطفى مدبولى بهذه المسرحيات التى تتكرر مع كل زيارة رسمية؟
إن كان يعلم، فالمصيبة جسيمة، لأنه بذلك يشارك فى خداع المواطن وإهدار المال العام.
وإن كان لا يعلم، فالمصيبة أعظم، لأن فريقه المحيط به يزوّر أمامه الواقع ويحجب عنه الصورة الحقيقية.
هذا النوع من «التزيين المؤقت» ليس مجرد سلوك إدارى عابر، بل هو تهديد خطير للثقة بين الدولة والمواطن. إذ كيف يصدق الناس حديث المسئولين عن التنمية والإصلاح، بينما هم يرون طرقًا تتجمل لساعات وتعود بعد الزيارة إلى إهمالها القديم؟
المحاسبة هنا ليست خيارًا بل واجب. على رئيس الوزراء أن يفتح الملفات، وأن يسائل كل من يقف وراء هذه العروض الزائفة التى تُقام على حساب المال العام وسمعة الدولة. فالإصلاح لا يبدأ من طريق مرشوش بالماء والورود، بل من مواجهة حقيقية للفساد الإدارى والثقافة التى تجعل المسئول يمر على مسرح وهمى بدلا من واقع حى.
إن الزيارة الرسمية لا ينبغى أن تكون عرضًا قصيرًا يخدع المسئول، بل فرصة لمواجهة الحقيقة كما هى. فالمواطن يستحق أن يرى تغييرًا دائمًا، لا مشاهد مؤقتة سرعان ما تنطفئ أضواؤها بعد مرور الموكب.