بسبب مصروف البيت
جزمجى يمزق أحشاء زوجته أمام أطفاله

المتهم: العصبية وضيق الحال أصابنى بالجنون وقتلت زوجتى دون وعى
فى صباح بدا عادياً بقرية محلة أبوعلى التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كانت شيماء الزوجة الشابة ذات الستة والعشرين ربيعا تستعد ليوم جديد داخل منزلها المتواضع لم تكن تدرى أن هذا اليوم سيحمل لها النهاية المأساوية على يد من كان يفترض أن يكون سندها ورفيق دربها.
كان الزوج المعروف بين أهالى القرية بعمله البسيط فى ورشة لتصليح الأحذية «جزمجى»، يعانى ضغوطا حياتية بصورة دائمة تراكمت الديون على كاهله وضاقت به سبل الرزق.
بدأت الخلافات تتسلل إلى عش الزوجية لكن هذه المرة كانت الخلافات أشد قسوة إذ دارت حول مصروف البيت ذلك الهاجس اليومى الذى يثقل كاهل الأسر البسيط.
جلس الزوج إلى طاولة صغيرة فى البيت وصوته يعلو شيئا فشيئا يطلب من زوجته أن تمنحه أموالا لتساعده فى نفقات المنزل ومتطلبات الأسرة الصغيرة خاصة وأنها تعمل ولديها راتبها الخاص فقامت الضحية ومنحته مبلغ مالى صغير مؤكدة أنها لا تملك أكثر.
لم يكن ردها كافيا لإخماد غضب الزوج فاحتدم النقاش بينهما وتحولت الكلمات إلى مشادة كلامية قاسية لحظة الصمت التى تلتها كانت الشرارة إذ قالت شيماء جملة أربكت كيانه «لو مش عاجبك طلقنى» شعر الزوج وكأن الدنيا أغلقت أبوابها تسللت الغيرة والضغط والغضب إلى عقله دفعة واحدة وفقد السيطرة على نفسه.
اندفع نحو المطبخ بخطوات متسارعة كأن صوتا داخليا يدفعه نحو الخطيئة مد يده المرتعشة إلى السكين الموضوعة على الطاولة وعاد بخطوات أثقل من أن يتحملها قلبه وفى لحظة غاب عنها العقل وجه خمس طعنات نافذة إلى رقبة زوجته وجسدها النحيل سقطت بعدها شيماء على الأرض غارقة فى دمائها.
الصراخ الذى ملأ المكان لم يكن صراخها، بل كان صراخ طفلتيهما الصغيرتين اللتين شهدتا بأعينهما الصغيرة مشهدا لن تمحوه الأيام.
جلستا بجوار جسد الأم المسجى على الأرض عاجزتين عن الفهم بينما الأب واقف مذهول لا يصدق أنه صار قاتلا فى لحظة غضب.
خيم الصمت على البيت إلا من صوت أنفاسه المتقطعة حاول استيعاب ما حدث لكن السكين الملطخة بالدماء بين يديه كانت الدليل القاطع على الجريمة خرج متعثرا فى خطواته بينما الحى بأكمله بدأ يتوافد على صرخات الطفلتين.
البلاغ وصل سريعا إلى مركز شرطة المحلة الكبرى وتحركت قوات البحث الجنائى بقيادة الرائد محمد عمارة، رئيس مباحث المركز. فى ساعات قليلة كان الزوج قد ألقى القبض عليه، واقتيد إلى قسم الشرطة حيث جلس أمام المحققين ليحكى تفاصيل جريمته بصوت مبحوح، بعينين يملأهما الندم.
قال المتهم فى اعترافاته: «أنا كنت متضايق من ضغوط الحياة ومصاريف البيت.. طلبت منها تساعدنى بمبلغ أكبر رفضت وقالتلى مش هقدر ولما حصلت المشادة طلبت الطلاق حسيت الدنيا ضاقت بيا جريت على المطبخ وخدت السكينة وطعنتها خمس مرات قدام بناتى.. معرفش إزاى عملت كده».
أكدت التحريات أن الزوجين عاشا خلافات متكررة فى الشهور الأخيرة بسبب ضيق الحال والمصاريف اليومية، حتى جاءت النهاية الفاجعة فى ذلك اليوم.
قررت النيابة العامة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات وطلبت سرعة التحريات لكشف ملابسات الواقعة، فيما بقيت الطفلتان شاهدتين على جريمة ستظل محفورة فى ذاكرتهما مدى حياتها البائسة بعد أن فقدا والدتهما ووالدهما فى لحظة واحدة.