الأمانة قوة.. دار الإفتاء: خُلق عظيم يبني المجتمعات ويحفظ الحقوق
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأمانة تعد من أهم القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم في حياته اليومية، فهي ليست مجرد خُلق فردي، بل أساس لبناء المجتمعات وصون الحقوق.
واستشهدت الدار بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58].
وبينت الدار أن هذا التوجيه القرآني يُرسخ لمبدأ عام يشمل جميع صور الأمانة، سواء كانت في الأموال أو الأسرار أو المسؤوليات أو حتى الكلمة الصادقة.
صور متعددة للأمانة
أوضحت دار الإفتاء أن الأمانة لا تقتصر على حفظ المال، بل تشمل:
الأمانة في العمل: أداء المهام بإخلاص بعيدًا عن الإهمال أو الغش.
الأمانة في القول: الالتزام بالصدق وعدم نشر الشائعات.
الأمانة في السر: حفظ ما يبوح به الإنسان لغيره دون إفشاء.
الأمانة في الحكم والعدل: تطبيق القوانين بإنصاف دون محاباة.
الأمانة في المسؤولية الأسرية والتربوية: رعاية الأبناء والقيام بحقوق الزوجية.
الأمانة مقياس الإيمان
أشارت الدار إلى أن رسول الله ﷺ ربط بين الإيمان والأمانة في حديثه الشريف: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» [رواه أحمد].
وبذلك تصبح الأمانة معيارًا لصدق إيمان المسلم، فكلما ازداد التزامه بها ازداد قربه من الله تعالى وارتقى في درجات الأخلاق.
آثار الأمانة في المجتمع
أكدت دار الإفتاء أن شيوع خلق الأمانة يؤدي إلى:
بناء الثقة بين الأفراد والمؤسسات.
استقرار المعاملات المالية والتجارية.
نشر الطمأنينة والأمان النفسي داخل المجتمع.
حماية الأسر من التفكك والخيانة.
بينما يؤدي غيابها إلى الفساد، وضياع الحقوق، وانتشار الغش والخيانة.
دعوة لترسيخ الوعي
تحت وسم #معًا_نبني_الوعي، شددت دار الإفتاء على أهمية غرس هذا الخلق في النشء منذ الصغر، وجعله منهج حياة، مؤكدة أن الأمانة ليست خيارًا ثانويًا، بل واجب شرعي وأخلاقي، وبه تُحفظ كرامة الإنسان وتُصان المجتمعات.