نتنياهو يعلن بدء عملية عسكرية موسعة في غزة وسط توترات سياسية

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمام المحكمة المركزية في بلفيب بدء عملية عسكرية مكثفة في قطاع غزة، ووصف هذه المرحلة بأنها حاسمة في الصراع الجاري، مؤكدا خلال جلسة الاستماع لقضايا الفساد الموجهة ضده، أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل توسيع العمليات العسكرية، وسط مطالب غير منطقية ورغبة في استكمال المهمة العسكرية رغم التحديات السياسية، وأشارت دانا إلى وجود احتجاجات أمام المحكمة من عائلات المحتجزين الفلسطينيين الرافضين لاستمرار العدوان.
وأضافت خلال رسالة على الهواء، أن طائرات الاحتلال ألقت مناشير تطالب سكان غزة بإخلاء مناطق واسعة، ما أدى إلى نزوح نحو 370 ألف فلسطيني، وهو ربع سكان القطاع، نحو المناطق الجنوبية، موضحة أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن وتيرة النزوح لا تزال منخفضة، وأن العملية العسكرية قد تستمر حتى نهاية العام أو أكثر، ما يعكس حجم التصعيد المستمر.
وأوضحت دانا أن الشارع الإسرائيلي منقسم بين مؤيد للعمليات العسكرية، لا سيما من اليمين المتطرف الذي يدعم نتنياهو، ومعارض ينتقد عدم وضوح الأهداف السياسية للعدوان، مثل يائير لابيد وزعيم المعارضة، كما نوهت إلى تصاعد التظاهرات أمام منزل نتنياهو في القدس، حيث طالبت عائلات المحتجزين بإنهاء الحرب والقبول بصفقة تبادل أسرى، مؤكدة أن استمرار الحرب على حساب حياة الأبناء يثير جدلاً واسعًا داخل المجتمع الإسرائيلي.
ضياء رشوان: أوروبا تتجه لعزل إسرائيل.. وبريطانيا تغيّر موقفها
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن ما يُتداول حول قيام الكلية الملكية العسكرية البريطانية بمنع دخول وفود إسرائيلية يحمل دلالة سياسية عميقة، خاصة في ضوء التاريخ البريطاني المرتبط بتأسيس دولة إسرائيل عبر «وعد بلفور»، إلى جانب فرنسا التي شاركت في اتفاقية «سايكس – بيكو» لتقسيم المشرق العربي.
وأشار رشوان، في حواره مع الإعلامي شادي شاش مقدم برنامج «ستوديو إكسترا»، عبر قناة «إكسترا نيوز» إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت يجتمع فيه قادة عرب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب ممثلين من بريطانيا، فرنسا، وكندا، لمناقشة قيام دولة فلسطينية، مضيفًا: «قبل عامين فقط، كان مثل هذا المشهد يُعد ضربًا من الخيال، ليس حتى خيالًا علميًا، بل خيالًا تخريفيًا».
تشهد الساحة السياسية اشتباكًا علنيًا
ولفت إلى أن أحدًا لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى درجة تمنع فيها دول مثل بريطانيا أو ألمانيا تصدير الأسلحة لإسرائيل، أو أن تشهد الساحة السياسية اشتباكًا علنيًا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ذاكّرًا بأن فرنسا وبريطانيا كانتا جزءًا من العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، وشاركتا إلى جانب إسرائيل في احتلال سيناء والتقدم حتى بورسعيد، مشددًا على ضرورة عدم نسيان التاريخ.
وأكد رشوان أن إسرائيل كانت في السابق جزءًا رئيسيًا من التحالف الأوروبي قبل أن تتصدر الولايات المتحدة المشهد الدولي، موضحًا أن ما يحدث اليوم يعكس تحولاً في المواقف الأوروبية، مع اتجاه متزايد داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، مضيفًا أن «من المرجّح أن يؤدي استمرار العدوان الإسرائيلي إلى إلغاء عدد كبير من تلك الاتفاقيات».