رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لازم أتكلم

استهداف إسرائيل لقيادات حركة حماس فى قطر، قرار إسرائيلى أمريكى ليس وليد اللحظة، ولكنه اتخذ منذ عدة شهور، عقب انتهاء اتفاق الهدنة الأول، وإصرار حماس على عدم تسليم كل الرهائن والجثث إلا بعد توقيع اتفاق شامل يقضى بانسحاب جيش الاحتلال من غزة، وإيقاف آلة الحرب وإنهاء حرب التجويع والتركيع من أجل التهجير القسرى.

وهذا القرار تمت الموافقة عليه سرا بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمجرم الدولى نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، ومخابرات البلدين، ولا يستبعد محللون أن تكون قطر على علم مسبق بخطة تصفية قادة حماس فى الخارج، وخاصة الذين يقيمون فى قطر، وعملت كثيرا من أجل عدم تنفيذها، ولكنها فشلت بسبب براعة واشنطن وتل أبيب فى إبقاء موعد الضربة بينهما فقط، الأمر الذى أحرج قطر كثيرا وجعلها فى موقف لا تحسد عليه.

الضربة المباغتة تؤكد الحقيقة التاريخية وهى أن الغدر والخيانة صفتان أساسيتان فى الاستراتيجية السياسية الأمريكية الإسرائيلية، وان الدولتين لا تحترمان أية مواثيق وأعراف دولية، وإنهما على استعداد دائم لانتهاك كل قوانين وقرارات المنظمات الدولية، من اجل تحقيق مصالحهما عالميا وإقليميا، وأن الإسرائيلى لا يتردد فى استهداف واختراق البلد الذى قد يساعده ويسعى لتحقيق السلام.

وما حديث «ترامب» لأمير قطر تميم بن حمد بعد الضربة، إلا نوع من الطبطبة، وتخفيف حدة الإحراج الذى تواجهه الدوحة؛ جراء انتهاك سيادتها علنا، حيث لم يتم إبلاغها كما تزعم أمريكا سوى قبل الضربة بعشر دقائق فقط، وإن كنت أشك فى تلك المسرحية الهزلية المحبوكة.

وبغض النظرعن علم قطر بتفجير مقر وفد حماس من عدمه، فإن هذه العملية الغادرة تحمل الكثير من الرسائل، أولها: عدم مصداقية ترامب، وإلى أى مدى وصلت درجة الفُجر والخيانة من قبل مبعوثه للشرق الأوسط، والذى كان على علم بالخطة وهو يتابع حركة المفاوضات، والغريب هنا أن ترامب لم يعتذر لأمير قطر، معتبرا حماس منظمة إرهابية وقادتها مطلوبون لدى إسرائيل، وقال باستهزاء وإهانة لكل الدول الخليجية والعربية إن «ما حدث هدف مستحق ولكنه لن يتكرر مستقبلا»؟!!

أما الرسالة الثانية فهى استخفاف واشنطن وتل ابيب بكل ما هو عربى، حتى لو وصل الأمر إلى انتهاك السيادة جوا وبحرا وبرا، فجميع الأراضى العربية مستباحة فى اى وقت، وعبثا يحاول نتنياهو تحسين صورة ترامب، ومنحه غطاء دبلوماسيا؛ بزعمه أنه وليس ترامب صاحب القرار، وهو ما يدعيه أيضا البيت الأبيض، الذى اكتفى بتوجيه اللوم إلى نتنياهو، معتبرا ما حدث لا يخدم مصالح أمريكا ولا إسرائيل فى الشرق الأوسط، ويقوض من جهود تحقيق السلام فى المنطقة.

الرسالة الثالثة، وهى أن هؤلاء الذين يكرهون كل ما هو عربى، يتناسون سريعا كل ما حصلوا عليه من هدايا ومليارات الدولارات، وما عقدوه من  تفاقات نهب واستعمار مستتر مع الحكام والأمراء الخليجين، وأغفلوا الطائرة الرئاسية البوينج التى حصل عليها ترامب مؤخرا، فمصلحة نتنياهو فوق كل الهدايا، وهكذا يكون رد الجميل، ويا ليت العرب يتعلمون؟

الرسالة الرابعة هى، إضعاف دور حماس وترهيب وتهديد أية دولة تستضيف قادتها ورموزها، وتحذير اى دولة تقوم بدور الوساطة، حيث ستكون عرضة لاختراقات مخابراتية عالية الدقة، مثلما حدث فى طهران سابقا وقطر حاليا، وإجبار العرب على التخلى حماس وإيجاد بديل غيرها.

الرسالة الخامسة.. وهى يجب على العرب جميعا أن يستفيقوا من غيبوبتهم، ويعلموا أن عدونا لم يعد يعترف بأى خطوط حمراء، وإنه لن يتردد فى سفك دمائنا، وتصفية قادتنا، إذا ما تعارض ذلك مع مصلحته فى القتل والتجويع وتشريد الأبرياء، وإنه لا بد من التوحد لردعه عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

[email protected]