رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صكوك

تعب كلها الترندات.. هذا ما جناه «تيم بيرنرز لى» عالم حاسوب إنجليزى، مخترع الشبكة العنكبوتية.. فى لحظة يرفعك الترند إلى أعلى وفى أقل من ثانية يلقى بك إلى ظلمات السجن.. وفى بلدنا مصر يلعب الترند دورا هائلًا.. الغريب أن بلدنا إذا ازدادت شهرتك على السوشيال ميديا تزداد نسبة الفرح فيك بعد أن كان الفرح بك.. وفى لحظة تسابق الجميع فى تشيير فيديوهاتك الناجحة خفيفة الظل يتسابق نفس الأشخاص فى لايك وتشيير أخبار وصور وفيديوهات القبض عليك لانك مطلوب فى قضية محتوى خادش.. هذا هو جمهور السوشيال ميديا.. يعشق الترند ولكنه يغتال صاحبه.. تستطيع التأكد من تلك الملاحظات لو فتحت اخبار القبض على صناع المحتوى تجد هناك فرحة وشماتة ما بعدها شماتة رغم أن المقبوض عليهم من أشهر صناع المحتوى وان من صنعوهم فى الماضى القريب هم هؤلاء الذين يقذفوهم الآن وينادون الداخلية والعدالة بالقصاص من هؤلاء النجوم.. والواقع يقول إن فى بلدنا لن تجد معيارا حقيقيا تستطيع من خلاله تنفيذ العدالة وحماية المجتمع من المحتوى الخادش فأنت حتى اليوم إذا فتحت التليفزيون على القنوات الفضائية وخاصة قنوات الافلام والدراما سوف تجد افلاما مصرية خادشة للحياء بل تقدم ما هو اسخن وأكثر خدشا للحياء مما يقدمه هؤلاء البسطاء الذين تحولوا إلى نجوم السوشيال ميديا.. الفاظ أكثر فجاجة وايحاءات بل ولقطات جنسية فى العلن تنتشر على تلك القنوات ولم يحاسب الممثلون ولا المخرجون ولم يوجه حتى عتاب للمنتجين.. 

مثلا فى الدراما سوف تجد التنمر على الفلاح والعامل بل والكثير من المهن والقرى أما فى السوشيال ميديا انقلب الشارع من ترند تنمر فى مشاجرة قام بها شخص غير مسئول.. وأنتج ترند «بتخبطنى يا فلاح من المنوفية» وسبب نجاح هذا الفيديو ليصبح ترند هى حالة الاختناق التى يشعر بها المواطن من بعض المسئولين ببساطة لأن هذا الشخص بطل الخناقة وقع ضحية كاميرا بلوجر يعشق جمع الترندات.. 

لقد تحولت تلك الأيام الأخيرة إلى متابعة يومية للقبض على البلوجرز وأصحاب الترندات حتى إنه حدث تآلف بين محررى الحوادث والفن وتلخبطت الاتجاهات.. 

لقد زادت اعداد ضحايا مكتشف نجوم السوشيال ميديا «اسلام فوزى» موظف البنك صاحب المحتوى النظيف خفيف الظل الذى تحول إلى أبرز مكتشفى نجوم السوشيال ميديا وشهرة عدد كبير من البلوجرز..

وفى النهاية أطالب العدالة بتطبيق القانون على الجميع ومن بينهم نجوم الفن مسرح وسينما وتليفزيون، فهم أيضا يقدمون محتوى يؤثر على المجتمع.. لتصبح الرقابة غير منتقاة خاصة بعد أن تحول المواطن إلى ترند يصعب السيطرة عليه يؤثر ويتأثر بالفن وسنينه.. لم يبقَ أمام تلك الفوضى التى بدأت الدولة ضبطها إلا أن نقول يا أصحاب الترند احترسوا احسن نشد الفيشة.