رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خط أحمر

إذا كانت حركة حماس فى قطاع غزة تتكلم عن أنها لن تلقى السلاح إلا بقيام فلسطين، فإن حماقة حكومة التطرف فى تل أبيب تجعلها لا تنتبه إلى معنى هذا الكلام. 

معناه أن حماس لا تحب السلاح من أجل السلاح، وإنما تستخدمه وتتمسك به لأنها تقاوم به احتلالًا للأرض.. ولا يختلف هذا الحال بين حماس وبين أى حركة فلسطينية مقاومة للمحتل، لأن المنطق واحد وسبب رفع السلاح واحد. 

وربما تلاحظ حكومة التطرف نفسها، أن هذا المنطق هو نفسه ما يتكلم به حزب الله فى لبنان، فمنذ أن انطلقت دعوات نزع سلاح الحزب وهو يربط نزع سلاحه بشيئين: الأول خروج اسرائيل من المناطق التى تحتلها فى الجنوب اللبنانى، وثانيهما أن تتوقف عن استهداف مناطق ومواقع لبنانية كما فعلت ولا تزال تفعل. المنطق هنا هو نفسه، ويقوم على أساس أن وجود المحتل يقترن مباشرة بوجود المقاومين له، كما أن زواله لا يعطى المقاومة أى مبرر فى البقاء. 

ولكن حماقة حكومة التطرف فى تل أبيب تصور لها أن نزع سلاح الحزب فى لبنان، أو إلقاء حماس سلاحها فى أرض فلسطين، سوف يجعل الإسرائيليين يعيشون فى هدوء، وسوف يجعل السلام يعم المنطقة!.. هذا بالتأكيد نوع من الوهم، كما أنه أقرب إلى السراب منه إلى أى شىء آخر، لأن المقاومة للمحتل إذا لم تتجسد فى حماس، فسوف تتجسد فيما سواها من فصائل وحركات المقاومة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة كلها. 

مرةً أخرى وعاشرة.. المقاومة ترتبط بالاحتلال ارتباط الشىء بسببه، ولا يمكن بحكم قانون الطبيعة وبحكم طبائع الأشياء أن يأتى محتل إلى أرض.. أى أرض.. ثم لا تنشأ أمامه فى اللحظة نفسها مقاومة يظل وجودها مرتبطًا بوجوده. 

وقد كانت تجربة اسرائيل مع المقاومة منذ البداية جديرة بأن تجعلها تؤمن بهذا كله، وأن تؤمن بأن أقصر طريق للقضاء على حماس هو التسليم بحل الدولتين، والعمل من أجله، والوصول إليه عمليًا على الأرض. 

هذا أقصر طريق للقضاء على حماس وعلى حزب الله وعلى كل حركة من حركات المقاومة، لأنها كلها لن تجد سببًا لوجودها فى ظل قيام دولة فلسطينية، اللهم إلا إذا تحولت إلى حزب سياسى.. هذا هو أصل الموضوع، وكل ما عداه لن يصل بإسرائيل ولا بحكومة التطرف فيها إلى شيء.