كريستيانو رونالدو على موعد مع المزيد من الأرقام القياسية بقميص البرتغال

يبدو أن مسيرة الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو لم تصل بعد إلى محطتها الأخيرة، بل ما زالت تزخر بفرص جديدة لكتابة تاريخ غير مسبوق في كرة القدم العالمية. فالنجم البالغ من العمر 40 عامًا يواصل المشاركة بقوة مع منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث سجّل مؤخرًا هدفًا حاسمًا من ركلة جزاء أمام المجر، ليضع نفسه على مشارف رقم قياسي جديد ينتظره عشاق كرة القدم.
برصيد 39 هدفًا في مباريات التصفيات المونديالية، أصبح رونالدو الهداف التاريخي لهذه المرحلة بالتساوي مع الجواتيمالي كارلوس رويز. غير أن المؤشرات كلها توحي بأن البرتغالي المخضرم سيتفوق قريبًا وينفرد بالقمة، إذ تنتظر منتخب بلاده عدة مواجهات في مشوار التأهل، ما يمنحه فرصة ذهبية لإضافة المزيد إلى سجله المميز.
رونالدو الذي سجل حضوره الدولي منذ أكثر من عقدين، وصل حتى الآن إلى 223 مباراة بقميص المنتخب البرتغالي، أحرز خلالها 141 هدفًا دوليًا. لكن بالنظر إلى طموحه الذي لم يتراجع رغم عامل السن، يبدو أن الرقم مرشح للزيادة، ليبتعد أكثر عن أقرب منافسيه في سباق الهدافين التاريخيين للمنتخبات.
وعلى مستوى مسيرته الكروية ككل، يقترب "الدون" من بلوغ حاجز الألف هدف، بعدما رفع رصيده إلى 943 هدفًا في مختلف المسابقات.
وإذا ما واصل التسجيل بالمعدل الحالي، فقد يصبح أول لاعب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز الفريد، وهو ما سيضيف صفحة جديدة إلى كتاب إنجازاته المليء بالأرقام الفلكية.
تاريخ رونالدو مع الأرقام القياسية ليس وليد الصدفة، فهو اللاعب الذي اعتاد أن يتحدى نفسه قبل منافسيه. ففي كل محطة كبرى، يثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الالتزام والانضباط قادران على إطالة عمر النجوم في الملاعب. ومن هنا، ينتظر المتابعون أن تتحول المباريات المقبلة في التصفيات إلى مناسبة جديدة ليبرهن خلالها أنه لا يزال الأيقونة الأكثر تأثيرًا على الساحة الدولية.
ورغم بلوغه الأربعين، لا تزال دوافع رونالدو قوية للمضي قدمًا. فهو يدرك أن كأس العالم 2026 قد تكون المحطة الأخيرة في مسيرته الدولية، ما يجعله أكثر إصرارًا على أن يترك بصمة مضاعفة قبل أن يودع المستطيل الأخضر. وهذا الطموح، مقرونًا بالخبرة الكبيرة التي يتمتع بها، يمنح المنتخب البرتغالي قيمة مضافة داخل وخارج الملعب.
البرتغال من جانبها تبدو مستفيدة إلى أبعد الحدود من استمرار رونالدو، سواء من حيث الجانب الفني أو المعنوي. فوجود قائد يمتلك هذه الشخصية والخبرة الهائلة يمنح زملاءه دفعة إضافية نحو مواصلة الانتصارات، ويعزز ثقة الجماهير في قدرة المنتخب على الذهاب بعيدًا في مونديال 2026.
وبينما يستعد "الدون" لخوض الاستحقاقات المقبلة، تبقى كل مباراة فرصة متجددة لإضافة رقم جديد إلى قائمة إنجازاته الطويلة. وربما لن يمر وقت طويل حتى ينفرد بالرقم القياسي كأفضل هداف في تاريخ التصفيات المونديالية، وهو إنجاز سيضاف إلى سلسلة طويلة من الألقاب والجوائز الفردية التي جعلت اسمه مرادفًا للإنجازات الخارقة.
في النهاية، يبدو أن رونالدو سيظل حاضرًا في عناوين الصحف العالمية كلما اقترب موعد جديد من التحديات الدولية. ومع كل هدف يسجله، يزداد الإيمان بأنه لا يزال يملك الكثير ليقدمه، وأن رحلته مع الأرقام القياسية لم تصل بعد إلى خط النهاية.