إسبانيا: الوضع في غزة يتدهور والتجويع يهدد 250 ألف شخص

قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن الوضع في قطاع غزة "يتدهور يوماً بعد يوم"، مؤكداً أن لدى بلاده "واجباً أخلاقياً للتحرك في إطار سيادتها ووفقاً لمبادئ حقوق الإنسان".
وأضاف ألباريس أن "العملية الإسرائيلية تتسبب في عدد غير مقبول من الضحايا"، مشيراً إلى أن خطر التجويع يهدد نحو 250 ألف شخص في غزة
من ناحية أخرى، كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عن وقوع حادثتين أمنيتين استثنائيتين في مدينة رام الله خلال الأسبوعين الماضيين، ما اعتبرته مؤشراً على تصعيد ميداني خطير في فترة حساسة.
وأوضحت الإذاعة أن قوات جيش الاحتلال ضبطت سلاحاً نوعياً ومواد متفجرة متقدمة، يُعتقد أنها سُرقت من الجيش، وعُثر عليها بحوزة مجموعات مسلحة في رام الله، مشيرة إلى أن نوع السلاح لم يُكشف عنه، إلا أن استخدامه في هجوم كان قد يؤدي إلى "نتائج دموية".
وأضافت أن الأجهزة الأمنية تتابع أيضاً حادثة انفجار سيارة مفخخة قرب مركز تجاري رئيسي في رام الله، يُرجح أنها انفجرت بالخطأ، فيما كان يُخطط لتفجيرها في وقت ومكان آخر.
ولفتت الإذاعة إلى أن هذه التطورات، إلى جانب عملية إطلاق نار دامية في القدس قبل يوم واحد، تمثل سلسلة من الأحداث المقلقة التي تعكس تصاعداً محتملاً في وتيرة الهجمات.
مفوض حقوق الإنسان يدعو إلى خطوات حاسمة لمنع حدوث إبادة في غزة
دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "فولكر تورك" إلى خطوات حاسمة لمنع حدوث الإبادة في غزة، معبرا عن فزعه من الاستخدام العلني لخطاب الإبادة الجماعية، والمعاملة اللإنسانية المشينة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
وقال فولكر تورك، في إحاطته التي قدمها أمام مجلس حقوق الإنسان بشأن آخر المستجدات العالمية، خلال افتتاح الدورة الستين للمجلس في جنيف،"إن غزة أصبحت مقبرة وإن إسرائيل لا تزال تعاني من صدمة عميقة بعد 7 أكتوبر".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المسؤول الأممي: "إن القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وإلحاقها معاناة لا توصف وتدميرا شاملا، وإعاقتها وصول المساعدات الكافية لإنقاذ الأرواح، وما يترتب على ذلك من تجويع المدنيين، وقتلها للصحفيين وموظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات غير الحكومية، وارتكابها جريمة حرب تلو الأخرى، كلها أمور تصدم ضمير العالم".
وأضاف تورك" إن المنطقة تصرخ من أجل السلام، وغزة أصبحت مقبرة، وأن مزيدا من العسكرة والاحتلال الإسرائيلي والضم والقمع لن يؤدي سوى إلى تغذية مزيد من العنف والانتقام والإرهاب".
وشدد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، على ضرورة التحرك الآن لإنهاء العنف الدموي، متسائلا: "أين الخطوات الحاسمة لمنع الإبادة الجماعية؟ ولماذا لا تبذل الدول مزيدا من الجهود لتجنب الجرائم الفظيعة؟".
ودعا "تورك" الدول إلى وقف تدفق الأسلحة - التي تُنذر بانتهاك قوانين الحرب - إلى إسرائيل، وممارسة أقصى قدر من الضغط لوقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وأولئك المعتقلين تعسفيا، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية كافية إلى غزة - بكل الوسائل المتاحة لهم، واتخاذ إجراءات حاسمة لمعارضة مخطط إسرائيل للسيطرة العسكرية على غزة وضمها المتسارع للضفة الغربية المحتلة.
وعن السودان، شدد مفوض حقوق الإنسان على أن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع مزيد من الجرائم الفظيعة، داعيا جميع الدول إلى احترام حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل، واستئناف الحوار بشكل عاجل بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع.
وعن الوضع في سوريا، قال "تورك" إن التحول في البلاد لا يزال هشا، معبرا عن القلق البالغ إزاء تصاعد العنف مؤخرا في السويداء، وتقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والانقسامات الطائفية المستمرة".
وحث الحكومة على إعطاء الأولوية لحماية جميع الطوائف، ومواصلة جهودها للسعي إلى المساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان السابقة والحالية.
وتحدث "تورك" عن حرب روسيا في أوكرانيا التي قال "إنها أصبحت "أكثر فتكا"، مشيرا إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت بعضا من أضخم الغارات الجوية منذ بدء الحرب، مع استئناف وتكثيف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ في جميع أنحاء البلاد.
وشدد "تورك" على ضرورة أن تركز المفاوضات الرامية إلى وقف القتال على خطوات فورية لحماية المدنيين.
وأضاف: "لا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا بالاحترام الكامل للقانون الدولي".
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان من أن اتجاهات مقلقة تقوض حقوق الإنسان، تكتسب زخما في جميع أنحاء العالم، منبها إلى أن تمجيد العنف يقترن بتآكل مقلق للقانون الدولي.