رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

منذ ما يقرب من عقد ونيف من الزمان، هبت عاصفة الخريف العربى بنوازلها وكوارثها الشديدة المهلكة، وعصفت بخمس دول عربية، وهى ( تونس ـ مصر ـ ليبيا ـ سورياـ اليمن)، تحت مسمى ظاهرى لها (ثورات الربيع العربي) وهذا الإعصار المدمر وعواصفه المضطربة، قد أتى من الغرب لنهب دول منطقة الشرق الأوسط، والتى وهبها الله من نعمه، بثروات مادية وتاريخية لا تعدّ ولا تحصى، تجعلهم أسياد العالم فى التقدم والعلم والتطور فى الحضارة، فقد أنزل الله من فوق سمائها كتبه ورسالاته السماوية، حملها أنبياؤه ورسله فبعثهم بالحق هداية ونورًا ورحمة للبشرية جمعاء، تصديقًا لقوله تعالى: «وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم» الآية رقم (52) من سورة الشورى.

ونحن نسرد التاريخ العظيم لأصل الحضارات، وخير ما تزدهر به مدنها من النتاج المادى لها، نذكر الحضارات التى قامت على أرض هذا العالم القديم، ومنها حضارة (وادى النيل) المعروفة «بالحضارة المصرية القديمة»، وحضارة «بلاد الرافدين» فى (العراق وسوريا)، حيث قامت على أرض «بلاد النهرين» «دجلة والفرات» الحضارة السومرية والبابلية... ثم قامت أعظم الممالك والحضارات القديمة التى قامت على أرض «اليمن»، ومنها مملكة «حمير وحضرموت»... ولعل أعظمها حضارة وأشهرها وورد ذكرها فى القرآن الكريم، هى مملكة «سبأ» بقوله تعالى: «لقد كان لسبإ فى مسكنهم آية. جنتان عن يمين وشمال. كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور» الآية رقم 15 من سورة ( سبأ).

ولتحقيق أهداف شيطانية واسعة، بمخطط دول لا أصل ولا تاريخ لها، وغرضها استلاب الغنائم من خيرات بلاد الحضارات، فقد كان مشروع الهلاك العربى المستتر، والذى يتضمن تعبيرًا ديمقراطيًا ظاهريًا له، وهو التظاهر السلمى تحت شعار الديمقراطية وحرية التعبير والمطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية للجماهير، وبالطبع من خلال هذا التظاهر تندس فئة من العناصر التخريبية وسط المتظاهرين، حتى يتبين خبث كلامهم وما تغمغم به ألسنتهم، وما يجيش فى صدورهم تكشفه سوداء أعماق قلوبهم، فتظهر خيانتهم للوطن على وجوههم، وإضمارهم للشر لحدوث بلبلة واضطرابات، ينتج عنها قتل وتخريب وهلاك وفوضى، وكانت تونس ميدان تجارب لهذه الأحداث، وبعد ذلك انطلقت شرارتها إلى باقى الدول المذكورة آنفا، التى توالت عليها الكوارث وحل بها الضعف، وتناثرت شعوبها فى كل مكان، كما تتناثر أوراق الشجر عندما يحل عليها فصل الخريف، وهذا الهلاك والتدمير المطلق قد عصف بدول مثل (سوريا وليبيا واليمن).

وإذا كان ضياع هذه الدول قد حدث بسبب جهالة شعوبهم، بتاريخ حضارتهم، وغبائهم السياسى المطبق، وجهلم لقوانين الحرية والتعبير عن الرأى، ما استدعى جيوش الدول الأخرى، ومثيرى الحروب يغزون أراضيهم، والفتك بهم بكل وحشية وقسوة من غير إنسانية ورحمة، إلا أن الله قد أعان مصر، وظهر عونه وتجلت عظمة قدرته، وأن ينجيها من هذه المهالك التى صنعها تجار الموت فى نكبة الدول الأخرى، ثم بفضل قوة جيشها العظيم، الذى يضم فى صفوفه خير أجناد الأرض، الذين هم فى رباط إلى يوم الدين، وهذا هو وصف النبى محمد صلى عليه وسلم وذكره فى حديثه الشريف، وللحديث بقية عن دور «الجيش المصري» وقائده الأعلى، سيادة «الرئيس عبد الفتاح السيسى» فى وأد فتنة إعصار الغرب والقضاء عليه، حتى لا تهب كوارث وعواصف على الأراضى المصرية.