رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ذكرياتى ١٧

الإدارة فن وعلم، وخبرة ودربة، وطول ممارسة تنتج عن تدرج فى تولى المهام والتكاليف، مع ما يمن الله به على الإنسان من موهبة وحسن تقدير، وإذا كان علماء النفس يقررون أن المعلومات الجديدة تفسر فى ضوء المخزون فى الذهن، فكلما كان المخزون العلمى والعملى والإدارى والحياتى واسعًا سهل فهم الوافد العلمى أو الثقافى أو الإدارى الجديد عليه، فالأمر أشبه ما يكون بذاكرة الكمبيوتر وبرامج الذكاء الاصطناعى القائمة على التغذية المعرفية، فثقافة رصينة تسهم فى صنع قيادة حكيمة، فضلًا عن الأمور التالية: 

١- صدق النية مع الله عز وجل، وحسن القصد، وتحرى الشفافية والعدل، وإيثار العام على الخاص. 

٢- قوة التحمل وطول نفس والقدرة على العمل تحت ضغوط متعددة، وقد قالوا: لن تصل فى العلم إلى ما تريد حتى تتعلم ما لا تريد، ولن تصل فى الإدارة إلى ما تريد حتى تتحمل ما لا تريد.

٣- الثقة بالنفس دون إفراط، فلكل من ضعف الثقة بالنفس أو الإفراط الزائد فيها أثره السلبى فى اتخاذ القرار. 

٤- حسن المتابعة ودقتها، فالثقة لا تعنى عدم المتابعة، والمتابعة لا تعنى عدم الثقة. 

٥- العمل بروح الفريق من خلال مبدأ عموم الفهم وخصوصية التكاليف، بحيث يلم كل عنصر من عناصر الإدارة بالرؤية العامة للعمل، ويقوم بما يكلف به من مهام خاصة فى ضوء ما يخدم الرؤية العامة. 

وقد شاء الله لى أن أتمرس بالعمل الإدارى مبكرا، وعلى يد نخبة من الإداريين المحنكين الذين تبوأ كثير منهم مواقع قيادية متميزة شُهِدَ لهم فيها بالكفاءة العالية من أمثال الأستاذ الدكتور محمد السعدى فرهود رئيس جامعة الأزهر الأسبق رحمه الله، والأستاذ الدكتور محمود السيد شيخون عميد الكلية ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق رحمه الله،  والأستاذ الدكتور فوزى السيد عبد ربه عميد الكلية الأسبق رحمه الله،  والأستاذ الدكتور محمد أحمد على سحلول وكيل الكلية الأسبق رحمه الله، ونخبة كبيرة من الأساتذة الأعلام فى العلم والإدارة معا، ففور حصولى على درجة العالمية الدكتوراه كلفت بأمانة قسم اللغة العربية وآدابها بكليتى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، ثم بأمانة مجلس الكلية إلى جانب أمانة مجلس قسم اللغة العربية، ثم سافرت للعمل بسلطنة عمان فتوليت أمانة قسم اللغة العربية ثم أمانة مجلس الكلية، بكلية التربية بمدينة صور، وكنت مقررًا  للجنة تطوير مناهج الأدب والنقد فى المؤتمر الذى عقدته وزارة التعليم العالى لتطوير مناهج كليات التربية بسلطنة عمان، وبعد انتهاء إعارتى وعودتى للعمل بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، كلفت وكيلًا للكلية، ثم عميدًا منتخبًا لها، وكنت أول عميد منتخب لهذه الكلية، وبالطبع وبصفنى عميدًا للكلية كنت عضوًا بمجلس جامعة الأزهر وبعض اللجان المنبثقة عنه، ثم شرفت بالعمل عضوًا بالمكتب الفنى لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لشئون الدعوة والإعلام الديني، وقد أفدت كثيرًا من العمل به وتعلمت كثيرًا من فضيلة الإمام الأكبر حفظه الله ورعاه، ثم تُوّج ذلك بتشريفى وتكليفى وزيرًا للأوقاف ورئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ثم انتخابى بالتزكية رئيسًا لاتحاد الأوقاف العربية. 

وكذلك شرفت بانتخابى عضوًا بمجمع البحوث الذى تعلمت فيه كثيرًا من فضيلة الإمام الأكبر وحسن قيادته وإدارته، وتم اختيارى عضوًا بالمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامى فأفدت كثيرًا من هذه التجربة على المستوى الدولي، يضاف إلى ذلك أحد عشر مؤتمرًا دوليًا توليت رئاستها، وعشرات المؤتمرات والمنتديات والندوات الدولية التى شرفت بالمشاركة فيها. 

وأختم بنصيحة للشباب، أقول لهم: من سار على الدرب وصل، فخذوا بأقصى الأسباب فى تأهيل أنفسكم، ولا تتعجلوا قطف الثمار قبل نضجها، ووسعوا ثقافتكم الإدارية بالتمرس والتعلم والتثقيف المستمر والدراسة الإدارية المتخصصة مع ضرورة الإلمام بالقوانين واللوائح المنظمة لكل مهمة تسند إليكم.

وللحديث بقية

 

الأستاذ بجامعة الأزهر