وفاة إسلام محمد علي تكشف إهمال صادم في شركة الوجة القبلي للكهرباء

شهدت منطقة مساكن دير ريفا في أسيوط حادثة مأساوية بعدما لقي الشاب إسلام محمد علي مصرعه أثناء عمله في صيانة عمود إنارة من دون إجراءات سلامة أو فصل للتيار الكهربائي
وفاة إسلام محمد علي أعادت إلى الواجهة قضية غياب معايير السلامة داخل بعض القطاعات الخدمية وعلى رأسها شركة الوجة القبلي للكهرباء فقد رحل الشاب البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاما أثناء تأدية عمله اليومي بعدما كلفته الشركة بإصلاح عطل في أحد أعمدة الإنارة بمنطقة مساكن دير ريفا في محافظة أسيوط
تفاصيل الحادث
بحسب ما رواه الأهالي في المنطقة فقد صعد إسلام محمد علي إلى العمود لإنجاز مهمته الروتينية في إصلاح العطل الكهربائي لكنه بدأ العمل من دون أن يتم فصل التيار ما جعله عرضة لصدمة كهربائية قاتلة وعلى الرغم من صرخات المتواجدين ومحاولات إنقاذه سقط على الأرض جثة هامدة وسط ذهول الجميع
غياب إجراءات الأمان
اللافت أن وفاة إسلام محمد علي لم تكن نتيجة خطأ فردي بل بسبب انعدام أبسط قواعد السلامة حيث لم توفر له الشركة أدوات الحماية الشخصية ولم يسبقه أي إشراف فني للتأكد من فصل الكهرباء عن العمود كما لم يوجد مسؤول لمراجعة سير العمل وهو ما اعتبره الأهالي دليلا على استهتار أرواح العاملين مقابل إنجاز مهام بسيطة كان يمكن تأجيلها لحين اتخاذ التدابير اللازمة
شهادات من الميدان
عدد من سكان المنطقة أكدوا أن الشاب كان معروفا بينهم بابتسامته الدائمة وحسن تعامله وأنه لم يتأخر يوما عن أداء عمله وقال أحدهم إن إسلام محمد علي كان يحمل على كتفيه مسؤوليات كبيرة لأسرته الصغيرة وكان يعتبر عمله في شركة الكهرباء مصدر أمان لهم لكن القدر وضعه في مواجهة واقع مهمل أنهى حياته بشكل مأساوي
غضب واسع ومطالبات بالتحقيق
الحادثة أثارت حالة من الغضب بين الأهالي الذين طالبوا بفتح تحقيق عاجل في ملابسات وفاة إسلام محمد علي ومحاسبة كل مسؤول قصر في أداء واجبه مؤكدين أن استمرار هذا النهج يعني أن ضحايا آخرين قد يلقون نفس المصير وطالبوا بضرورة إلزام شركات الكهرباء بوضع خطط سلامة صارمة وتدريب العاملين على أسس الوقاية قبل تكليفهم بأي مهمة
قضية أوسع من شخص
رحيل إسلام محمد علي لم يكن مجرد خسارة لشاب في مقتبل العمر بل أصبح رمزا لقضية أكبر تتعلق بحقوق العمال في بيئة عمل آمنة فقد كشف الحادث عن غياب الرقابة وغياب ثقافة الحفاظ على الأرواح داخل بعض المؤسسات الخدمية وهو ما يستوجب مراجعة شاملة للسياسات والإجراءات حتى لا تتحول حياتهم إلى مجرد أرقام في سجلات الوفيات
دعوات للتغيير
عدد من الناشطين اعتبروا أن وفاة إسلام محمد علي فرصة لإطلاق حملة موسعة لحماية عمال المرافق العامة من مخاطر العمل غير الآمن مشددين على ضرورة أن تتحمل الدولة والجهات المعنية مسؤولياتها في ضمان تطبيق القوانين واللوائح التي تضع حياة الإنسان فوق أي اعتبار
ويظل السؤال مطروحا كيف يمكن أن يلقى شاب مثل إسلام محمد علي حتفه وهو يؤدي واجبه في خدمة المجتمع ولماذا لم يتحرك أحد لإيقاف هذا الإهمال قبل أن يحصد حياة جديدة أسئلة تبحث عن إجابات حقيقية تتجاوز مجرد بيانات التعزية إلى خطوات عملية تعيد الاعتبار لأرواح العاملين