مطورو Diablo في Blizzard يواجهون تسريحات مايكروسوفت

في خطوة اعتبرها كثيرون منعطفًا مهمًا في صناعة الألعاب العالمية، صوّت أكثر من 450 مطورًا من فريق لعبة Diablo الشهيرة داخل شركة Blizzard Entertainment للانضمام رسميًا إلى نقابة عمال الاتصالات الأمريكية (CWA)، وذلك بعد موجات متتالية من التسريح طالت العاملين في قطاع الألعاب بشركة Microsoft، المالكة لـ Blizzard، وفي شركات أخرى بالقطاع.
الخطوة جاءت لتوحّد أصوات الموظفين من مختلف التخصصات داخل استوديو Diablo، بدءًا من المصممين والمهندسين، مرورًا بالفنانين، ووصولًا إلى فرق الدعم، وبهذا الانضمام، ينضم فريق Diablo إلى قائمة متزايدة من فرق التطوير التي تبحث عن حماية قانونية وتنظيمية في ظل الاضطرابات التي تشهدها صناعة الألعاب.
شهد قطاع الألعاب في الأشهر الماضية قرارات قاسية من مايكروسوفت شملت آلاف الموظفين، من بينهم فرق داخل Blizzard. هذه التسريحات لم تقتصر على المطورين الصغار فحسب، بل طالت أيضًا فرق عمل رئيسية ساهمت في تطوير أبرز عناوين الشركة.
تصف كيلي يو، منتجة Diablo وعضوة اللجنة المنظمة، هذه الخطوة بأنها جاءت نتيجة مباشرة لواقع صعب، وقالت: "مع كل جولة جديدة من التسريح، كان يتزايد الخوف بين زملائنا، شعرنا أن العمل الشاق وحده لا يحمينا، لذا، كان الانضمام إلى النقابة خطوة ضرورية لوقف هذه الدوامة، نحن لا نريد العيش في خوف دائم".
Blizzard ليست وحدها
فريق Diablo ليس أول مجموعة داخل Blizzard تتخذ هذا القرار، ففي وقت سابق من هذا الشهر، صوّت فريق تطوير القصص والامتيازات للانضمام إلى النقابة ذاتها، كما أن موظفي قسم ضمان الجودة في ZeniMax – وهو استوديو مملوك لمايكروسوفت أيضًا – تمكنوا من توقيع عقد نقابي بعد مفاوضات استمرت عامين كاملين.
ولم يقتصر الأمر على Blizzard وZeniMax، إذ شهد الصيف الماضي أيضًا انضمام مطوري Overwatch إلى النقابة بدعم من CWA، ما يعكس اتساع رقعة هذه الحركة داخل كبرى استوديوهات الألعاب في الولايات المتحدة.
بحسب بيانات نقابة عمال الاتصالات الأمريكية (CWA)، فإن أكثر من 3500 موظف في مايكروسوفت انضموا بالفعل إلى النقابة خلال العام الحالي. وهذا الرقم يعكس تنامي رغبة العاملين في قطاع الألعاب والتقنية بالحصول على مظلة قانونية تضمن حقوقهم في مواجهة القرارات المفاجئة للشركات العملاقة.
وفي بيان آخر، أكدت نقابة عمال ألعاب الفيديو المتحدة (المندرجة تحت CWA) أن هدفها يتجاوز حماية الموظفين داخل الشركات الكبرى، لتشمل كافة العاملين في القطاع بالولايات المتحدة وكندا. وتعتبر هذه المبادرات جزءًا من حركة نقابية أوسع تتنامى عالميًا مع الضغوط الاقتصادية والاضطرابات في صناعة الترفيه التكنولوجي.
ما الذي يعنيه هذا لمستقبل Diablo وصناعة الألعاب؟
انضمام مطوري Diablo إلى النقابة لا يقتصر على كونه حدثًا إداريًا فحسب، بل يحمل رسائل أعمق حول مستقبل العمل في صناعة الألعاب، فالعاملون لم يعودوا يقبلون بفكرة أن يتم التضحية بمستقبلهم المهني في أي لحظة بسبب قرارات مالية.
النقابات هنا تمثل وسيلة ضغط للتفاوض على شروط أفضل للعمل، وضمان بيئة أكثر استقرارًا، خصوصًا في ظل تصاعد التحديات مثل جداول الإصدار الضاغطة، ومتطلبات العمل الإبداعي المكثف، ومخاوف فقدان الوظائف بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
ويرى محللون أن ما يحدث داخل Blizzard قد يكون بداية لتغيير أوسع في صناعة الألعاب، حيث ستسعى المزيد من الفرق إلى الانضمام إلى نقابات لتأمين مستقبلها. فالنجاح التجاري للألعاب لا يعني بالضرورة استقرار فرق العمل، وهو ما يسعى المطورون إلى تغييره عبر هذه الخطوات.
التحرك النقابي لفريق Diablo يوضح أن العاملين في صناعة الألعاب بدأوا يتجاوزون مرحلة الصمت والخوف، متطلعين إلى بيئة أكثر عدلاً واستقرارًا. ومع اتساع رقعة هذه الحركات، قد نشهد تحولاً جذريًا في العلاقة بين الشركات الكبرى وفرق التطوير، ما سيؤثر بلا شك على شكل الصناعة بالكامل خلال السنوات القادمة.