كلام فى الهوا
لعل التعايش السلمى بين البشر من أثمن الأشياء فى المجتمع الواحد، وهذا التعايش يؤدى إلى تقليل التوترات، ويبعد الفقراء عن التعصب والتطرف. وكثير من الكتاب دعوا إلى تحقيق الانسجام والتفاهم بين الناس بغض النظر عن الغنى والفقر، إلا أن الشعراء دائماً ما يكون عندهم رأى آخر، إذ إنهم يقدمون لنا الفرق بين هؤلاء الأغنياء وهؤلاء الفقراء. وأتذكر فى ذلك الأمر قصيدة الشاعر «الفاجومى» أحمد فؤاد نجم كان عنوانها «التحالف» انتقد فيها هذا الذى يدعو إلى الألفة بين الغنى والفقير بأنه «محفلط مزفلط كتير الكلام.. عديم الممارسة.. عدو الزحام.. بكام كلمة فاضية.. وكام اصطلاح.. يفبرك حلول المشاكل قوام» ثم يشير فى ذات القصيدة إلى هؤلاء الأغنياء الذين يسكنون فى مناطق خاصة بهم على أيام عمنا نجم كان حى الزمالك.. فيقول «يعيش التنابلة.. فى حى الزمالك.. وحى الزمالك.. مسالك مسالك.. تحاول تفكر تهوب هنالك.. تودر حياتك.. بلاش المهالك» ويكمل الشاعر ليصف لنا هؤلاء إذا تصادف أن قابلت أحداً بعيداً عن موطنه الأصلى تجده «إذا مر جنبك.. أتومبيل سفينة.. قفاهم عجينة.. كروشهم سمينة.. جلودهم بتضوى.. دماغهم تخينه.. سنانهم مبارد تفوت فى الجليد» ثم يعلن الشاعر استحالة التعايش بينهم بسلامة ليقول لنا «تعيش كل طايفة.. من التانية خايفة» فلا يستطيع الفقير الاقتراب من سكن الأغنياء إلا عبيد إحسانهم أو خدم عندهم.