رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مصر تكشر عن أنيابها.. "أولادنا خط أحمر ولا حواجز لسفارات من لا يقدّرنا"

بوابة الوفد الإلكترونية

تعرضت سفارات وممثليات مصر في الخارج في الآونة الأخيرة لهجمات واسعة مختلفة، أبرزها في هولندا وبريطانيا، ما دفع وزير  الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي للتحدث في فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبا بمعاقبة كل المسؤولين عن هذه  الهجمات والمعاملة بالمثل مع الدول التي لا تحمي سفاراتنا في الخارج.

رفع الحواجز أمام السفارة البريطانية في القاهرة

من جانبها أعلنت القاهرة قبل قليل عن رفع الحواجز من أمام السفارة البريطانية في حي جاردن سيتي "الراقي" وعودة سير  السيارات والمارة من جديد، بعدما تحولت هذه المنطقة إلى ثكنة عسكرية لسنوات طويلة جراء إجراءات تأمين السفارة.

وتعتبر هذه الخطوة بمثابة مطلب شعبي بعد محاولات اقتحام السفارة المصرية في لندن واعتداء الشرطة الإنجليزية على المواطنين  المصريين الذين تصدوا لمحاولات اقتحام السفارة من قبل اللجان التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.

واعتبرت مصر أن خطوة رفع الحواجز من أمام السفارة البريطانية هو أبسط رد على ما جرى لسفارتها في لندن واعتداء الشرطة  على الشباب المصريين الذين تصدوا لجماعة الإخوان الإرهابية الذين حاولوا اقتحام السفارة المصرية.

سفارة بريطانيا في القاهرة تغلق أبوابها بعد رفع الحواجز

أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة، إغلاق المبنى الرئيسي لها بعدما أزالت السلطات المصرية الحواجز الأمنية خارج مقر المبنى  الكائن في حي جاردن سيتي.

وقالت السفارة البريطانية في تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "أزالت السلطات المصرية، الأحد 31 أغسطس،  الحواجز الأمنية خارج السفارة البريطانية في القاهرة، سيُغلق المبنى الرئيسي للسفارة حتى تتم مراجعة تأثير هذه التغييرات".

وأردفت السفارة في تحذيرها أن "المساعدة القنصلية الطارئة لا تزال متاحة"، وطلبت السفارة بضرورة مراجعة نصائح السفر  الخاصة بها حسب تطورات الأوضاع عبر التواصل معها تليفونيا.


القصة وما فيها ؟

القبض على ميدو.. و"أم الدنيا" تثور لحماية أولادها

بدأت الواقعة عندما أطلق عدد من الشباب الوطني المصري حملة بعنوان "حماية السفارات المصرية بالخارج"، بعدما هاجم عدد من  جماعة الإخوان مقار السفارات المصرية في عدد من دول العالم بحجة أن مصر تغلق معبر رفح أمام الفلسطينيين وتمنع دخول  المساعدات الإنسانية، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية أكثر من مرة وأكدت أن المعبر من الجانب المصري مفتوح على مدار 24  ساعة ولكنه مغلق من الجانب الإسرائيلي .

وكانت قد ألقت الأجهزة الأمنية في لندن القبض على البطل المصرى أحمد عبد القادر ميدو، رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج،  بعد تصديه لمحاولات اقتحام السفارة المصرية في لندن.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يرصد لحظة القبض على الشاب المصري داخل أحد المطاعم، وليس في  مظاهرة أو احتجاج، لتقتحم الشرطة البريطانية المكان، وتلقي القبض عليه، على مرأى ومسمع الجميع، وحاول ميدو، الدفاع عن  نفسه، والوقوف أمامهم، إلا أنه تم القبض عليه بالقوة وسحله في لحظة وثقتها عدسات الكاميرات.

في 26 يونيو الماضي، قال ميدو، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "من قلب أوروبا ومن أي مكان في  العالم.. تحيا مصر العريقة الشريفة.. تحيا مصر اللي خيرها على الكل وصاحبة المبدأ.. تحيا مصر اللي واقفة ومستعدة بفضل ثبات  ووعي شعبها وقوة جيشها الرادع وآجهزتها المدركة لما يحاك للوطن وسابقة الكل".

وتابع: "تحية لكل شهيد ولكل بطل من أولاد مصر كان له دور في بناء البلد القوية اللي أنتوا شايفنها دي من 2013 إلى الآن.. تحيا  مصر رغما عن كل حاقد وجاحد وخسيس ومتآمر، ربنا يحفظ بلدنا العظيمة مصر يا رب".

وزير الخارجية يطالب السلطات البريطانية بسرعة الإفراج عن أحمد عبد القادر ميدو

وطالب الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، السلطات البريطانية بسرعة الإفراج عن أحمد عبد القادر ميدو، ووجه  السفارة المصرية في لندن بالتواصل مع الجهات البريطانية المختصة لسرعة استجلاء ملابسات القبض علي المواطن المصري  وأسبابه وتقديم كافة الخدمات القنصلية له.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي لـ الدكتور بدر عبد العاطى مع “جوناثان باول” مستشار الأمن القومي البريطاني يوم الثلاثاء ٢٦  أغسطس ٢٠٢٥، وذلك لبحث العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

كما أكد وزير الخارجية للمسئول البريطاني أن وزارة الخارجية تتابع باهتمام بالغ تطورات القبض على المواطن المصرى أحمد عبد  القادر فى لندن مساء أمس ٢٥ أغسطس، وطلب سرعة التعرف على ملابسات القبض عليه، والاسباب التى أدت لذلك، مؤكداً تطلعنا  للتعرف على نتائج التحقيقات وسرعة الإفراج عنه.


القبض على أحمد ناصر

كما ألقت الشرطة البريطانية القبض على أحمد ناصر، نائب رئيس اتحاد شباب المصريين في الخارج، في لندن، بعد أن تصدى  لمحاولة اعتداء على مبنى السفارة المصرية في العاصمة البريطانية.

وجاء قرار القبض على ناصر بعد ساعة واحدة من القبض على ميدو، ما يدل أن السلطات البريطانية تمنع أبناء مصر الشرفاء من  حماية سفارتهم أمام المعتدين خونة الأوطان.

ونشر أحمد ناصر، فيديو عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال فيه "الشرطة والمخابرات الانجليزية في لندن مع  الخونه راحو  لابن مصر البطل الى جراهم زى الخرفان وكانوا دخلين عليه عشره وهو لوحده زى الاسد جراهم وجابو الشرطه فى  دقيقه ليه".

وأفرجت الشرطة البريطانية عن ناصر، وكتب في أعقاب خروجه من الاحتجاز عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي  "فيسبوك": "مصر دولة قوية وجبارة والحمدالله أنا خرجت حالا".

هولندا تبحث مع المصريين الشرفاء للقبض عليهم وتعتذر بعدها

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية طاردت الشرطة الهولندية، الشاب المصري يوسف حواس، أحد قيادات اتحاد شباب المصريين  بالخارج، على خلفية مشاركته في واقعة حماية مبنى السفارة المصرية في هولندا، لكنه لم يتعرض لأي مكروه.

وزير الخارجية لنظيره الهولندي: مستاؤون من الاعتداء على سفارتنا في لاهاي

لم يقف الدكتور بدر عبد العاطي، مكتوف الأيدي على ما حدث للسفارة المصرية في هولندا بل أجرى اتصالا هاتفيا مع  كاسبر  فيلدكامب، وزير خارجية هولندا، أعرب فيه عن الاستياء البالغ من حادث الاعتداء على مبنى السفارة المصرية في هولندا.

وشدد عبد العاطي على أهمية توفير الحماية الأمنية للبعثة الدبلوماسية المصرية في هولندا، مشيراً إلى مسؤولية الجانب الهولندي  بموجب القانون الدولي بحمايتها من أي تجاوزات.

وأكد وزير الخارجية عن "بالغ الاستياء البالغ من حادث الاعتداء على مبنى السفارة المصرية، ومسؤولية الجانب الهولندي عن عدم  تكراره، وما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات من جانبنا في هذا الشأن».

وأعرب الوزير الهولندي عن بالغ الأسف إزاء الحادث الفردي الذي وقع أمام مقر السفارة المصرية في لاهاي، مشيراً إلى أنه تحدّث  في الأمر مع السلطات الأمنية المعنية، واعتزامهم تكثيف الإجراءات الأمنية على السفارة المصرية، اتساقاً مع المسؤوليات التي تقع  على عاتق الدولة المضيفة بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وشدد على العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده بمصر، والتي تستند على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والعمل على الارتقاء  بالعلاقات الثنائية في المجالات المختلفة، خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتعزيز التعاون في القطاعات  المختلفة بما يصب في مصلحة الشعبين.

الخارجية المصرية: "استهداف سفاراتنا انحراف واعتداء على السيادة"

وكان قد نشر الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مقالا في جريدة الأهرام، بعنوان "مصر وغزة.. حين يُستهدف من  يقف مع الحق"، ليؤكد أن استهداف السفارات المصرية في الخارج انحراف واعتداء على السيادة.

أكد وزير الخارجية أن استهداف البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج يمثل اعتداء على السيادة، وضرباً للذات الوطنية،  وتشجيعاً على الانقسام الداخلي.

وأوضح عبد العاطي أن هذا الاستهداف لا يُعد تعبيراً عن احتجاج، بل هو انحراف عن مسار النضال الحقيقي، بما يخدم أجندات لا  تمت للوطن بصلة.

كما تساءل: "هل من الطبيعي أن يهاجم مواطن مصري سفارة بلاده في الخارج؟ وأليست هذه البعثات تمثل الدولة المصرية، ويعمل  بها مواطنون مصريون؟".
قلب للحقائق

ولفت عبد العاطي إلى أن الاعتداء على السفارات يصب في مصلحة من يسعى إلى تقويض دور مصر الإقليمي والإنساني، كما يعد  انتهاكاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تلزم الدولة المضيفة بمسؤولية حماية البعثات المتواجدة بها. وبالتالي، تمثل  الاعتداءات إخلالاً بأمن السفارات المصرية.

وتابع أن استهداف السفارات المصرية بزعم حصار غزة هو قلب للحقائق، وتزييفٌ للدور المصرى الذي كان ولا يزال صمام أمان  للقضية الفلسطينية، مضيفا أن من يغلق بوابات سفارات مصر، تاركاً المعتدي، لا يدافع عن غزة، بل يهاجم من يقف معها، ويخدم  أجندات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الضغوط التي تتعرض لها مصر، على إثر موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها لتهجير الفلسطينيين، أمر متوقع.  ويتجلى التصدي لذلك بقوة مؤسسات وأجهزة الدولة، وقبل ذلك بوحدة الشعب المصري ووعيه.

وبيّن أن الغضب من حصار غزة مشروع، بل واجب أخلاقي وإنساني، غير أن توجيه هذا الغضب نحو مصر يُعد قلباً للحقائق  وتزييفاً للوعي، فإسرائيل هي الطرف الذي يشن حرباً غير إنسانية على غزة، قتلت خلالها أكثر من 62 ألف فلسطيني، وجرحت  أكثر من 100 ألف، بينهم أكثر من 12 ألف طفل. وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت أدوات القتل والتجويع ومنع توفير الدواء  والخدمات الطبية، واستهدفت المستشفيات والمدارس ودور العبادة والبنية التحتية.

وقال عبد العاطي إنه في المقابل، أبقت مصر معبر رفح مفتوحاً منذ اندلاع الحرب، لتسهيل عبور المساعدات الإنسانية، والفلسطينيين  قاصدي العلاج في مصر.

كما أضاف أن الجانب الفلسطيني من المعبر، قد خضع لاحتلال وسيطرة إسرائيلية، وتعرض للقصف عدة مرات، مما حال دون  دخول الكثير من الشاحنات رغم جاهزية مصر.