كارثة صحراوية جنوب المنيا تسمم 6 عمال بعنب مزرعة قاتل

أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل وشامل في واقعة تسمم غذائي داخل مزرعة بالظهير الصحراوي الغربي جنوب محافظة المنيا، وذلك عقب إصابة ستة عمال بأعراض مرضية خطيرة إثر تناولهم عنبًا تبين أنه تعرض للرش بمبيد حشري سام.

وقد كلفت النيابة العامة بتشكيل لجنة متخصصة من خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث ورفع العينات اللازمة من التربة والعنب لفحصها في المعامل المركزية، كما ندبت أطباء الطب الشرعي لإعداد تقارير طبية وبيان أسباب الأعراض التي ظهرت على المصابين، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول ظروف وملابسات الواقعة، فضلًا عن سماع أقوال شهود العيان والمصابين لتحديد المسؤوليات الجنائية والإدارية.

بداية الواقعة

البداية كانت حين تلقى مركز شرطة دير مواس بلاغًا عاجلًا يفيد بسقوط عدد من العمال داخل إحدى المزارع بالظهير الصحراوي الغربي وهم في حالة إعياء شديد.

تحركت سيارات الإسعاف على الفور من نقطة دلجا، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ملوي التخصصي، وهناك تبين للأطباء أن جميعهم يعانون من آلام حادة في البطن ودوار شديد يطابق أعراض التسمم الغذائي الناتج عن المبيدات الزراعية.

المصابون وأحوالهم

كشفت التحقيقات الأولية أن المصابين هم  زياد محمد، 17 عامًا، هبة سالم، 26 عامًا، فتحية محمد، 31 عامًا، حسام صلاح، 30 عامًا، ندى خلف، 17 عامًا، وعلاء مختار، 30 عامًا، وجميعهم من أبناء قرية صفط الخمار التابعة لمركز المنيا. وقد أكد الأطباء أن حالتهم الصحية استدعت بقاءهم تحت الملاحظة الطبية المكثفة مع إجراء تحاليل عاجلة للوقوف على نوع المادة السامة التي دخلت أجسادهم.

مشاهد مؤثرة من موقع الحادث

شهود العيان الذين كانوا في المزرعة لحظة الحادثة أكدوا أن العمال شعروا بآلام متزامنة بعد تناولهم كمية من العنب الذي قُطف للتو من الأشجار، ليتحول المكان إلى ساحة فوضى مليئة بالصراخ والاستغاثات.

أحد العمال الذين لم يتأثر بالحادث قال إنه رفض تناول العنب بعدما لاحظ رائحة غريبة تنبعث منه، الأمر الذي عزز الشكوك في تعرض المحصول لمبيدات زراعية سامة لم يُراعَ فيها الوقت المسموح به قبل جني الثمار.

تحركات أمنية وتحقيقات عاجلة

عقب تلقي البلاغ، تحركت الأجهزة الأمنية بقيادة مدير أمن المنيا، وانتشرت القوات في محيط المزرعة لمعاينة الموقع وضبط العينات، وقد أكدت مصادر أمنية أن التحريات الأولية تشير إلى استخدام مبيد حشري بتركيز عالٍ دون الالتزام بالمعايير، وهو ما أدى إلى بقاء آثاره السامة على العنب.

النيابة العامة شددت على ضرورة سرعة التوصل إلى مصدر المبيد المستخدم، وما إذا كان العاملون قد تلقوا توجيهات من إدارة المزرعة بجني المحصول قبل مرور فترة الأمان الزراعية.

شهادات الأهالي

في محيط مستشفى ملوي التخصصي، تجمع العشرات من أهالي المصابين في حالة من الذعر والقلق البالغ، فيما ناشدوا المسؤولين بضرورة مراقبة استخدام المبيدات الزراعية حفاظًا على أرواح العمال والمستهلكين على حد سواء.

إحدى قريبات المصابة فتحية محمد قالت إن العائلة بأكملها صُدمت بالخبر، مؤكدة أن المصابين خرجوا للعمل اليومي كعادتهم، ولم يتوقعوا أن يتحول يوم العمل إلى مأساة.

قرار النيابة العامة

النيابة العامة أكدت في بيانها أنها لن تتهاون في التحقيق مع المسؤولين عن هذه الواقعة، سواء كان الخطأ ناتجًا عن إهمال في اتباع التعليمات الزراعية أو عن استخدام مبيدات محظورة، وأشارت إلى أن التحقيقات ستستمر حتى الوصول إلى الحقيقة الكاملة وضمان محاسبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه.