عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

من هي ليزا كوك؟.. رفضت قرار ترامب بإقالتها من مجلس الاحتياطي الفيدرالي

ليزا كوك
ليزا كوك

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزله لعضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك جدلاً سياسياً واقتصادياً واسعاً في الولايات المتحدة، خاصة بعدما أكدت كوك أن القرار غير قانوني وأنها لن تستقيل من منصبها. 

ورغم الجدل الدائر حول هذه الأزمة، فإن الأضواء سلطت بشكل أكبر على شخصية كوك نفسها، باعتبارها واحدة من أبرز النساء في الاقتصاد الأمريكي المعاصر.

مسيرة أكاديمية متميزة

ليزا دي كوك وُلدت في ولاية جورجيا عام 1964، ونشأت في بيئة عائلية مشبعة بروح النضال من أجل الحقوق المدنية، حيث كان عمها صموئيل دوبوا كوك من المقربين إلى مارتن لوثر كينغ الابن. 

هذا الإرث الاجتماعي والسياسي شكّل جزءاً من وعيها المبكر ودفعها للاقتراب من قضايا التفاوت والتمييز.

حصلت كوك على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا – بيركلي، بعد أن أنهت دراساتها الجامعية في جامعة سبيلمان المرموقة، ثم درست في جامعة أكسفورد العريقة بمنحة "رودس"، وهو إنجاز نادر للنساء الأمريكيات من أصل أفريقي.

 

خبرات حكومية ودولية

قبل انضمامها إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، شغلت كوك مناصب بارزة في المؤسسات الحكومية والأكاديمية، حيث عملت في وزارة الخزانة الأمريكية في أوائل العقد الأول من الألفية، ثم انضمت إلى مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأسبق باراك أوباما، لتكون ضمن الفريق الذي صاغ سياسات التعافي الاقتصادي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.

كما أدت أدواراً استشارية في البنك الدولي وعدد من البنوك المركزية الدولية، ما منحها خبرة واسعة في قضايا الاقتصاد الكلي وإدارة الأزمات المالية.

 

أبحاثها واهتماماتها العلمية

تتمتع كوك بنتاج أكاديمي بارز ركز على قضايا الابتكار، والفجوات الاقتصادية المرتبطة بالعرق والجنس، والأزمات المالية العالمية. من أبرز أبحاثها دراسة عن تأثير أعمال العنف العرقي على عدد براءات الاختراع في الولايات المتحدة، حيث توصلت إلى أن قتل واضطهاد الأمريكيين السود حرم البلاد من آلاف الابتكارات التي كان يمكن أن تغير مسار الاقتصاد الأمريكي.

كما اهتمت بأبحاث حول دور المؤسسات المالية في دعم الاستقرار، والفرص الضائعة أمام النساء والأقليات في مجال الاقتصاد والعلوم.

 

حضور قيادي في الفيدرالي

انضمت كوك إلى مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي عام 2022، لتصبح أول امرأة سوداء في تاريخه الممتد لأكثر من مئة عام تصل إلى هذا المنصب، وهو ما اعتبره كثيرون لحظة تاريخية في مسيرة التنوع والتمثيل داخل المؤسسة المالية الأهم في العالم.

تشارك كوك ضمن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، وقد دعمت غالبية قرارات المجلس في مواجهة التضخم عبر رفع الفائدة، لكنها في الوقت نفسه حذّرت في أكثر من مناسبة من تداعيات التشدد النقدي على سوق العمل.

 

تحديات وصعوبات

 واجهت خلال عملية تثبيتها في مجلس الشيوخ معارضة قوية من الجمهوريين، وصلت إلى حد التشكيك في جدارتها الأكاديمية والتركيز على كون أبحاثها تتناول قضايا عرقية واجتماعية. إلا أن الرئيس جو بايدن أصر على ترشيحها، وتم التصويت لصالحها بفارق ضئيل بعد تدخل نائبة الرئيس كامالا هاريس لكسر التعادل.

 

تأثيرها ورؤيتها

تؤمن كوك بأن التنوع والابتكار عنصران محوريان لنهضة الاقتصاد، وقد ألقت عدة محاضرات عن الذكاء الاصطناعي والإنتاجية ودور السياسات العامة في دعم ريادة الأعمال بين الأقليات. 

وتعتبر من الأصوات المؤثرة التي تربط بين الاقتصاد الكلي والتحولات الاجتماعية في أمريكا.

ورغم الجدل الذي أثاره قرار ترامب بمحاولة عزلها، تبقى ليزا كوك رمزاً لتحدي القيود التقليدية في واحدة من أكثر المؤسسات الاقتصادية نفوذاً في العالم.

 فقصتها تجمع بين الكفاءة الأكاديمية، والخبرة الحكومية والدولية، والالتزام بقضايا المساواة، ما يجعلها شخصية محورية في النقاش الدائر حول مستقبل الاحتياطي الفيدرالي واستقلاليته.