رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

زﻳﻨﺔ ﻣﻠﻮك وﻣﻠﻜﺎت اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﺧﺎرج ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺮاث

ﺧﺒﻴﺮ آﺛﺎر: اﻟﻜُﺤﻞ اﺧﺘﺮاع ﻣﺼﺮى ﻣﻨﺬ ٦ آﻻف ﻋﺎم

بوابة الوفد الإلكترونية

تقدمت عدة دول عربية بملف تسجيل الكحل على قائمة التراث العالمى بهيئة اليونسكو، بينما الكحل المصرى لم ينضم لهذه الدول رغم أن تاريخ الفراعنة يؤكد أن الكحل هو اختراع مصرى من آلاف السنين.

أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الكحل اختراع مصرى قديم منذ 4000 – 3500 قبل الميلاد أى عمره ستة آلاف عام، وظهر بالآثار المصرية عيون المعبود (رع) محددة بشكل مذهل، كما استخدم لتزيين عيون الملوك وكانت جميع الطبقات فى مصر القديمة من عمال وملوك يقومون بوضع الكحل على أعينهم ولذا ظهر المكياج الأسود الكثيف المعروف فى جميع أنحاء العالم ولا يزال البعض يستخدمونه فى شمال إفريقيا وآسيا الوسطى.

 وأضاف الدكتور ريحان أن الكحل استخدم فى الحضارة المصرية القديمة للنساء والرجال لحماية أعينهم من شمس الصحراء الحارقة ومن بعض أمراض العيون، ولذا كان يوضع للأطفال حديثى الولادة والأطفال صغار السن بغض النظر عن جنس الطفل لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد وعرف عن الكحل بأنه لديه العديد من الخصائص المضادة للميكروبات بالإضافة إلى أنه كان يرمز ويمثل الجانب السحرى لاستدعاء الآلهة حورس ورع من خلال وضع المكياج الأسود والعين دائمًا مفتوحة على التوابيت التى تحتوى المومياء للاعتقاد بأن الميت يرى ما يحدث حوله.

وأوضح الدكتور ريحان أننا إذا دققنا فى الرسوم والنقوش المصرية القديمة على جدران المقابر والمعابد التى تحتفظ بألوانها الزاهية حتى اليوم نكتشف أن قدماء المصريين كانوا يحرصون على رسم عيونهم بطريقة واضحة بالكحل، حتى أصبح رسم العيون الآن بشكل بارز وواضح بالكحل وأدوات التجميل تسمى بالفعل «رسم فرعونى للعيون» واشتهرت شخصيات مثل كليوباترا ونفرتيتى بالكحل الأسود للعين، واللون الأزرق على الجفون، كما ظهر جمال المرأة المصرية فى تمثال رع حوتب وزوجته نفرت بالمتحف المصرى بالتحرير من عصر الأسرة الرابعة، وعرف عن الملكة كليوباترا كثرة وغزارة استخدامها للكحل فى عينيها وفى عام 2017 ظهرت المطربة ريهانا وهى تجسد وجه الملكة نفرتيتى بمكياج دقيق على غلاف مجلة فوغ أرابيا والتى ارتبطت بمكياج من ظلال عيون زرقاء وكحل داكن كثيف.

وكانت أغلبية الكحل مصنوعة من كبريتيد الرصاص مع أعشاب طبية من الزعفران والشمر وقام المصريون القدماء بتخفيف كل هذه المواد بالسوائل بما فى ذلك الماء والحليب والدهون الحيوانية والزيت والتى  تجعلها أكثر قابلية ليتم وضعها على العين وتنوعت أوعية حفظ الكحل وأشكالها ومواد صنعها تظهر جمال المرأة المصرية تمثال رع حوتب وزوجته نفرت من عصر الأسرة الرابعة.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن الكحل مرتبط بالتراث القبطى فى مصر حيث يحتفل الأقباط يوم السبت الشهير بسبت النور  بواحد من أقدس الأيام فى التقويم القبطى وهو «سبت النور» الذى يسبق عيد القيامة المجيد ويرتبط سبت النور عند المصريين بالاكتحال.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن الكحل أصبح موضة منذ عشرينيات القرن الماضى بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، والتى حظيت بتغطية إعلامية مكثفة من كل العالم وهو ما ساعد على عودة موضة الكحل ولكن شكل الكحل فى الماضى يختلف عن شكله المتطور الآن، حيث كان كثيفًا للغاية وثقيلًا وأسود داكنًا «سموكي» بعكس الموجود حاليًا. وهو الكحل السائل الذى ظهر منذ عام 1950 رغم أن الكحل السائل يسبب مشاكل فى الرؤية من خلال دراسة طبية.

الكحل وتفسير الأحلام والأمثال الشعبية

وأوضح الدكتور ريحان أن الكحل مادة غنية فى تفسير الأحلام ففسرت رؤيته فى الحلم على أنه زيادة فى المال وتبصر فى الصلاح وقيل زيادة ضوء البصر، والبكر إذا اكتحلت فإنها تتزوج، أما المتزوجة إذا اكتحلت فترزق بمولود.

كما انعكس الكحل والتكحيل على الأمثال الشعبية بدلالات ومعانٍ كثيرة منها (جه يكحلها عماها) (ماتاخدش السهتانة ولا أم كحلة ولا لبانة تاكل وتعمل عيانة)، (جبال الكحل تفنيها المراود)، (يسرق الكحل من العين)، (اللى معاه الكحل يتكحل واللى مامعاهوش من البلد يرحل).

أما فى الغناء فقلما تجد مطربًا لم يتغنَ بالكحل والعيون الكحيلة خاصة المطربين الشعبيين أمثال محمد الكحلاوى صاحب التراث البدوى الشهير (دارى الجمال فى العين.. ياللى عيونك سود.. يا اسمر كحيل العين)، وعبد العزيز محمود (يا مزوق يا ورد فى عود والعود استوى.. والكحل فى عنيك السود جلاب الهوى) وغيرها.