رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ثقافة التجديد والتطوير فى كل جوانب الحياة عملية ديناميكية يجب أن لا تنقطع فى ظل مخترعات وأحداث متلاحقة وعالم لا يتوقف عن التطوير والتحديث فى مختلف مجالات الحياة بموجات تعصف بكل من لا يبادرها بتطوير ذاته وإعداد العدة للتعامل معها، سواء فى عالم التطوير التكنولوجى أم الطبى أم صناعات الغذاء والدواء والطاقة أم غير ذلك من المجالات.

وطبيعى أن علوم الفلسفة والاجتماع لا تفترق عن هذا المسار، وليست علوم الدين بمعزل عن ذلك أيضا، يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها».

غير أننا نفرق دائما بين التجديد والتبديد، بين البناء والهدم، بين الثوابت والمتغيرات، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت وإلباسه ثوبه طريق الجمود والتخلف عن ركب الحضارة والتقدم، والتجديد الذى نبحث فيه وعنه هو التجديد المنضبط بضوابط الشرع وأدوات البحث العلمى الرصين فى ضوء فهم ومراعاة طبيعة العصر وواقعه ومستجداته وتحدياته وتطور قضاياه مع الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف.

مع تأكيدنا على الآتى:

أولا: ضرورة تجديد النية وإخلاصها لله عز وجل، فذاك سبيل المرسلين والمصلحين، واقرأ فى سورة الشعراء ما ورد على لسان أنبياء الله عز وجل (نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام) بنص موحد: «إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍإِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ»، ويقول الحق سبحانه وتعالى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ».

ثانيا: خفض الجناح وعدم التعالم أو الاستعلاء بالعلم وتضخم الأنا، حيث يقول الحق سبحانه: «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»، وهذا سيدنا يوسف عليه السلام يدعو ربه عز وجل: «تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ»، وهذا نبى الله نوح عليه السلام يقول: «وَإِلَّا تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِى أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ».

ثالثا: التفرقة بين النص القرآنى وصحيح السنة النبوية المشرفة -باعتبارهما الثابت الشرعى الذى يجب الاجتهاد فى ضوئه- والخطاب العُلمَائى والإفتائى والرأى الاجتهادى باعتبار كل ذلك من المتغيرات التى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وعاداتهم.

رابعا: القراءة الدقيقة لواقع الناس وتحديات هذا الواقع ومتغيراته وإشكالاته التى تبحث عن حلول ناجعة سواء على الساحة الوطنية أم على الساحة الدولية.

خامسا: أن تبادر المجامع الفقهية والعلمية والبحثية المتخصصة إلى اقتحام ميدان التجديد بشجاعة ولا تخشى فى الله لومة لائم مدركين أن من جدد فقد استُهدف، وما على الجميع إلا إخلاص النية لله عز وجل، موقنين بأن من اجتهد ابتغاء مرضاة الله عز وجل وبغية الوصول إلى الحق وحل المشكلات التى لا غنى للمجتمع عن حلها فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر، طالما أن هذا الاجتهاد صادر عن أهل الاعتبار والنظر وفى ضوء الدليل الشرعى المعتبر.

الأستاذ بجامعة الأزهر