رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

النرويج تتبرع بعائدات مباراتها أمام إسرائيل لدعم غزة

قطاع غزة ومعاناته
قطاع غزة ومعاناته بعد الأعمال الصهيونية

أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم عن مبادرة إنسانية لافتة، تقضي بالتبرع بكافة عائدات المباراة المرتقبة بين منتخب النرويج ونظيره الإسرائيلي، المقررة في 11 أكتوبر المقبل ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، لصالح العمل الإغاثي في قطاع غزة.

وقال الاتحاد في بيان رسمي إن الهدف من هذه الخطوة هو توجيه الدعم لمنظمات إنسانية تعمل على الأرض في غزة وتقدم المساعدات العاجلة للمدنيين، مؤكداً أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا لتعزيز التضامن الإنساني في أوقات الأزمات.

خلفية اللقاء

المباراة ستقام في العاصمة النرويجية أوسلو، على ملعب "أوليفال"، الذي يتسع عادة لحوالي 26 ألف متفرج. إلا أن الاتحاد النرويجي أشار إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة ستقلل من سعة الملعب بحوالي ثلاثة آلاف مقعد، في ظل المخاوف من أي أحداث قد تصاحب المواجهة ذات الطابع السياسي الحساس.

يحتل المنتخب النرويجي صدارة مجموعته في التصفيات التي تضم خمسة منتخبات، متقدماً على إسرائيل، ما يضفي على اللقاء أهمية كبيرة من الناحية الرياضية أيضاً. وكان المنتخبان قد التقيا في مارس الماضي في بودابست بالمجر، حيث فازت النرويج بنتيجة (4-2)، بعدما لم تتمكن إسرائيل من استضافة أي مباريات على أرضها منذ أكتوبر 2023 بسبب الأوضاع الأمنية.

رد فعل إسرائيلي

من جانبه، أصدر الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بيانًا أعرب فيه عن استيائه من المبادرة النرويجية، مطالبًا نظيره النرويجي بإدانة هجمات 7 أكتوبر 2023 وملف الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. كما شدد الاتحاد الإسرائيلي على ضرورة التأكد من أن الأموال المتبرع بها لن تذهب إلى ما وصفها بـ"منظمات إرهابية"، في إشارة إلى مخاوفه من استخدام التبرعات خارج إطارها الإنساني.

كما تضمن البيان تعليقًا ساخرًا يتعلق بقضية صيد الحيتان التي أثارت انتقادات عالمية للنرويج سابقًا، في محاولة للضغط على الاتحاد النرويجي وتذكيره بانتقادات المجتمع الدولي لسياسته في ملفات أخرى.

خطوة رمزية وأبعاد سياسية

رئيسة الاتحاد النرويجي، ليز كلافينيس، أوضحت أن القرار يعكس رغبة حقيقية في توجيه موارد كرة القدم نحو إنقاذ الأرواح، مضيفة أن الدعم سيذهب إلى منظمات معتمدة وفعّالة على الأرض في غزة، تقدم الغذاء والدواء والمساعدات العاجلة. وأكدت أن هذه المبادرة تحمل بعدًا إنسانيًا خالصًا بعيدًا عن الصراعات السياسية.

مع ذلك، فإن المبادرة لم تخلُ من الجدل، إذ يرى مراقبون أنها ستزيد من حدة التوتر بين الاتحادين، وقد تفتح الباب لمزيد من الضغوط السياسية على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي يتابع عن كثب الترتيبات الخاصة بالمباراة.

استعدادات أمنية غير مسبوقة

أكد الاتحاد النرويجي أنه ينسق بشكل كامل مع "يويفا" والشرطة المحلية لضمان سلامة اللاعبين والجماهير على حد سواء. الإجراءات الأمنية تشمل انتشارًا مكثفًا لعناصر الشرطة داخل وخارج الملعب، وتفتيشًا مشددًا للجماهير، بالإضافة إلى خطط طوارئ في حال وقوع أي طارئ.

وتأتي هذه الترتيبات في وقت يشهد فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متصاعدة نتيجة العمليات العسكرية المستمرة منذ أكتوبر 2023، ما جعل المباراة تتجاوز كونها مجرد مواجهة كروية، لتتحول إلى حدث يجمع بين الرياضة والرسالة الإنسانية.

مباراة النرويج وإسرائيل في أكتوبر المقبل لن تكون مجرد محطة في مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، بل ستتحول إلى حدث يحمل أبعادًا أكبر، حيث سيذهب ريعها لدعم ضحايا النزاع في غزة، في خطوة إنسانية تعكس كيف يمكن لكرة القدم أن تتجاوز حدود المستطيل الأخضر لتترك أثرًا مباشرًا في حياة الشعوب.