مؤتمر يناقش الشراكة الخضراء ترسم مستقبل الزراعة المستدامة
الدكتورة نفين العيسوي: مصر تقود ثورة زراعية خضراء والسعودية شريك استراتيجي في الاستفادة من هذا التطور

دكتورة نفين العيسوي، ما دلالة المشاركة العربية، وخاصة السعودية، في هذا المؤتمر التاريخي؟
شاركت المملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال نخبة خبرائها وعلى رأسهم الشيخ خالد عبيد – رئيس مجموعة العبيد الزراعية – جاءت وسط حضور رسمي رفيع المستوى تقدمه وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأستاذ علاء فاروق، واللواء دكتور محمد السيد صالح – نائب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، إلى جانب محافظي البحيرة الدكتورة جاكلين عازر، ودمياط الدكتور أيمن الشهابي، والوادي الجديد اللواء الدكتور محمد الزملوط.
لقد كان هذا الحضور المكثف برعاية وتوجيهات القيادة السياسية المصرية برئاسة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع دائمًا في مقدمة أولوياته تعزيز التكامل العربي وحماية الأمن الغذائي.
وهذا الحضور الرسمي الرفيع يؤكد أن ما يجري اليوم ليس مجرد مؤتمر علمي، بل هو مشروع قومي واستراتيجي ترعاه الدولة المصرية بكل مؤسساتها.
أكدت الدكتورة نفين العيسوي، رئيس القطاع التجاري والمشروعات بشركة “ميكرز” – إحدى كيانات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية – ومدير مشروع ميكرز البحيرة لمكافحة الآفات الزراعية، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر،
إن السعودية تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في سوسة النخيل الحمراء، وهي آفة تهدد ثروتها الزراعية وتراثها الأصيل، خاصة في منطقة القصيم – محافظة العنيزة، التي تُعد قلب إنتاج التمور في المملكة.
ومن هنا، فإن تطبيق التقنية المصرية للنبضات الرنينية الحيوية سيشكّل طوق نجاة للقطاع الزراعي السعودي، حيث يفتح الباب أمام حماية ملايين الأشجار التي تمثل هوية وثروة قومية.
لقد أعلن في المؤتمر عن بدء التعاون الفعلي مطلع الشهر المقبل، وهذا يعني أن ثمار التطور العلمي المصري ستُجنى مباشرة في بساتين القصيم والعنيزة، في صورة نخيل سليم، وتمور خالية من الإصابات، واقتصاد زراعي أكثر استدامة.
هل يمكن القول إننا أمام نموذج للتكامل العربي؟
بالتأكيد. نحن أمام نموذج فريد للتكامل الزراعي العربي، ترعاه قيادة سياسية واعية في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتدعمه رؤية استراتيجية في المملكة العربية السعودية.
مصر تقدم التكنولوجيا والبحث العلمي، والسعودية تفتح آفاق التطبيق في بيئة زراعية حساسة وثرية، لتكون النتيجة شراكة رابحة تحمي الأمن الغذائي العربي وتدعم الاقتصادين المصري والسعودي معًا.
واضافت ما يحدث اليوم هو تجسيد حي للوحدة العربية في أسمى صورها: وحدة العلم، ووحدة الهدف، ووحدة المستقبل.
“مصر، برعاية قيادتها السياسية الرشيدة، تقدم العلم والخبرة، والسعودية تضيف التطبيق والدعم، والنتيجة أمة عربية أقوى قادرة على حماية أرضها ومحاصيلها وصحة شعوبها.”
لقد كان المؤتمر الذي شهدته محافظة البحيرة الاثنين ١١ اغسطس ٢٠٢٥ ، بمثابة شهادة ميلاد لعصر أخضر جديد، يقوده العلم وتدعمه الدولة، ويرعاه خبراء ومؤسسات وطنية. وإذا كانت مصر قد كتبت يومًا صفحات المجد في التاريخ الزراعي القديم، فإنها اليوم تكتب بمداد جديد قصة الزراعة الخضراء المستدامة، لتبقى دائمًا أرضًا معطاءة تحمل الخير لأبنائها وللعالم.
بهذا الإنجاز التاريخي، تتحول مصر والسعودية إلى شريكين في ثورة زراعية خضراء، تنطلق من أرض البحيرة تحت أنظار وزير الزراعة وقيادات الهيئة الهندسية ومحافظي البحيرة ودمياط والوادي الجديد، لتصل إلى بساتين القصيم والعنيزة، حيث تُجنى ثمار العلم المصري على أرض السعودية.
إنها شراكة استراتيجية عظيمة، تقودها إرادة سياسية حكيمة وتترجمها مؤسسات الدولة، نحو زراعة مستدامة بلا مبيدات، تحفظ التراث وتحمي الإنسان وتحقق رؤية عربية موحدة للأمن الغذائي.





