فيلم "أمريكانا" لسيدني سويني يفشل في شباك التذاكر وسط عاصفة من الجدل

شهد فيلم "أمريكانا"، من بطولة الممثلة الأمريكية سيدني سويني، انطلاقة ضعيفة للغاية في شباك التذاكر الأمريكي، رغم الترويج الواسع وظهور أسماء معروفة إلى جانبه، مثل بول والتر هاوزر، إريك داين، والمغنية هالسي.
ولم يحقق الفيلم، الذي أخرجه توني توست، سوى 500 ألف دولار فقط منذ طرحه في أكثر من ألف دار عرض في أنحاء الولايات المتحدة في 15 يوليو، ليحتل المركز السادس عشر في شباك التذاكر، بحسب تقرير نشرته مجلة هوليوود ريبورتر.
ليونزجيت تدافع.. لم يكن فشلاً كاملاً
رغم التقييمات المالية المتواضعة، شددت شركة "ليونزجيت" المنتجة على أن الفيلم لا يُعتبر إخفاقًا من وجهة نظرها، سواء على المستوى الفني أو التجاري، لكنها لم تنكر تأثير الظروف المحيطة على أداء الفيلم في السوق، خصوصًا الجدل الواسع الذي لاحق بطلته، سيدني سويني، في الفترة التي سبقت إطلاق الفيلم.
إعلان تجاري يتحول إلى أزمة سياسية
بدأت الأزمة بإعلان تجاري لسويني لصالح شركة American Eagle صدر يوم 23 يوليو، تضمن عبارة: "سيدني لديها جينز رائع".
ورغم أن الإعلان بدا سطحيًا في ظاهره، إلا أن مستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي اتهموه بالترويج لأفكار تتعلق بتمييز الأجناس، بسبب إبراز صورة امرأة شقراء بيضاء البشرة كمثال للجاذبية المثالية.
وسرعان ما ارتبط هذا الجدل بالتوجهات السياسية الشخصية للممثلة، بعد تقارير أشارت إلى أنها مسجلة كعضو في الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا.
تصاعد في الانتقادات ودخول ترامب على الخط
ازدادت الانتقادات الموجهة لسويني في أعقاب التقارير السياسية، ووصل الجدل إلى مستوى جديد عندما علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القضية قائلاً: "إذا كانت سيدني سويني جمهورية مسجلة، فأعتقد أن إعلانها رائع."
وأعاد هذا التصريح إشعال الحوار على الإنترنت، وقسم الرأي العام حول الممثلة ودورها في الحملات الدعائية التي قد تُفسّر سياسيًا.
موقف محرج في العرض الأول
لم تكن العاصفة الإعلامية محصورة على الفضاء الرقمي فقط، خلال العرض الأول لفيلم أمريكانا في لوس أنجلوس، تعرضت سويني لموقف محرج عندما صرخت امرأة بين الحضور بعبارة: "أوقفوا الإعلان، إنه عنصري!" فور نزول الممثلة من سيارتها.
وتضاف الحادثة إلى سلسلة من الضغوط التي أحاطت بالفيلم مع انطلاقه في دور العرض.
قصة الفيلم لا تخرج عن المألوف
في ظل كل هذا الضجيج، قد يكون من السهل التغاضي عن مضمون الفيلم ذاته، حيث تجسد سويني شخصية "بيني جو بوبلين"، نادلة ومغنية ريفية طموحة من داكوتا الجنوبية، تنجرف إلى عالم الجريمة والسرقة في رحلة تكشف خبايا الحلم الأمريكي من زاوية سوداوية.
هل أثر الجدل على الفيلم؟
بينما يصعب الجزم بأن الأداء التجاري المتواضع للفيلم سببه الوحيد الجدل السياسي والدعائي، فإن التوقيت الحرج لإطلاق الإعلان المثير للجدل قبل أيام قليلة من عرض الفيلم، والتغطية الإعلامية السلبية، جميعها عوامل كان لها بلا شك تأثير مباشر على الجمهور وصنّاع القرار في شباك التذاكر.
ربما لم يكن ليحقق الفيلم النجاح حتى في ظروف مثالية، لكنه أصبح مثالًا حيًا على مدى تداخل السياسة والإعلام والترفيه في العصر الحديث، وكيف يمكن لحملة دعائية أن تطغى على عمل سينمائي بأكمله.