رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أين المفر؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 

الاحتلال يُخلى  مدينة غزة ويدفع  أصحاب الأرض إلى مدينة الخيام

فلسطينيون يروون لـ«الوفد» رحلة النزوح  المُر لجنوب القطاع وآخرون سنموت فيها

 

«النزوح المُر» يسارع طلقات الرصاص وغارات الفسفور الأبيض والبراميل المتفجرة وروبوتات الإرهاب الصهيونى .. والنزوح فى غزة ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل اقتلاع من المعنى نفسه، المدينة التى أحبت أبناءها كما أحبوها، تواجه اليوم التهجير القسري.

الجميع يهرول متسائلًا يحمل فوق كاهله  كل ما قدر له أن يحمله  إلى أين المفر؟ إلى خيمة على حافة محور موراج، تحرسها دبابة وتسمى مأمنًا؟ أم إلى بوابة معدنية مفتوحة أو فوهة دبابة تجبر أهالى المدينة على المرور؟

النزوح فى غزة رعب متواصل، بعد عامين من النزيف والحصار، يخطط العدو الصهيو أمريكى  لغزة أن تتحول إلى مدينة خيام، تحكم ببوابة تفتح بتصريح أو بقوة السلاح، أن يصبح الصمود طابور انتظار، وأن تتحول الكرامة إلى بطاقة عبور بلا رحمة.

صعد الاحتلال الصهيونى اليوم قصفه على مدينة غزة تمهيدًا لتنفيذ خطته لاحتلال القطاع كاملا، بما فى ذلك الاجتياح البرى للمدينة. استهدف قصف منزل فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وتسبب فى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين. وبالتزامن مع استمرار القصف والتجويع، يستعد الاحتلال لتهجير أهالى مدينة غزة جنوبًا، حيث أعلن قبل ساعات عن أنه سيسمح بتوفير الخيام ومعدات المأوى فيما يواصل عملياته العسكرية فى المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان فى القطاع.

وأوضحت وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال فى المناطق الفلسطينية أن إمدادات الخيام ومعدات الإقامة ستستأنف، فيما سيتم نقل ما وصفته  بالمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبوسالم من قبل منظمات أممية ودولية بعد إجراء فحص أمنى شامل.

وأكد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، «يسرائيل كاتس»، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن المرحلة الحالية تتركز على وضع اللمسات الأخيرة لخطة تهدف إلى هزيمة حركة حماس فى غزة. فى حين حذر رئيس الأركان العامة الإسرائيلى «إيال زامير»، من المخاطر الكبيرة على الجنود والرهائن، لكنه شرع فى الاستعدادات لتلبية أهداف القيادة السياسية. ويعقد رئيس الأركان الصهيونى اجتماعًا موسعًا فى قيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة.

 وقال الوزيرة الاسرائيلية «جيلا غمليئيل»: «اتخذنا قرارًا فى الكابينت بأن الحركة يجب أن تجرد من سلاحها، وأن إسرائيل ستسيطر على كامل القطاع، وأن الحكم هناك لن يكون فلسطينيًا ولا تابعاً للحركة ولا للسلطة».

شدد «خليل أبو إلياس» الصحفى الناشط الفلسطينى  فى العمل الخيرى والإغاثى فى تصريحات من  غزة لـ«الوفد»: «أنا مش طالع وبكمل رسالتى وبموت فيها، يا رب أسألك صعودا إليك لا نزوحا منها ..لا سامحكم الله يا أظلم الأمم». 

 وأكد الفلسطينى «تيسير عميرة» وهو أحد كبار رجالات التعليم بشمال غزة لـ«الوفد»: «كم كنت على يقين بأن القادم اسوأ...وهذا مانراه اليوم. فعلا ابتعدنا عن الوطن..بل ابتعدنا كثيرا..وللاسف أصبحت أسمى مطالبنا مساعدات غذائية ونستعطف العالم ألا ننزح خارج غزة، كم أثخنتم جراحنا يا من أتيتم بالطوفان القاتل».                                                             

 ويصف « أبو عميرة» بحزن مر الصعوبات التى يواجهها، مشيرا الى  أن التهجير جزء من خطة  العدو كانت هناك بعض الخيالات، وكثير من الناس شعروا أن الرجوع إلى الشمال ضرب من الخيال فى ظل التدمير والتعنت الإسرائيلي، لكنهم عادوا رغم كل شىء.

ويشير الدكتور البروفيسور «عبدالفتاح نظمى عبدربه» وهو أحد علماء غزة والاستاذ بالجامعة الاسلامية  لـ«الوفد»  أنا أب فقدت نصف اولادى ارتقوا شهداء الإبادة والخذلان من الأمتين العربية والاسلامة بل الانسانية كلها تركتنا نواجه أبشع ارادة بشرية فى التاريخ. 

ابنى البكر الشهيد محمد (ماجستير علوم بيئية) كان محاضرا غير متفرغ فى الكلية الجامعة للعلوم التطبيقية فى غزة، ويشهد له الجميع بالعلم ودماثة الخلق ارتقى مع أخته «سمية ثم لحقهما  إخوتهم إيناس وأحمد ونور».

 ويواصل حديثه لـ«الوفد» «ثمانية أشهر تخيلى انا الان  رجل ستينى  أعانى السكر وأجريت عملية قلب مفتوح أقيم فى «حاصل» مخزن انتظر مصيرى المحتوم». 

ويضيف عبد ربه بقلب منهك  «أن الخطة تتحدث عن استكمال بقية احتلال غزة بالكامل، وما يعانيه الشمال هو ما يعانيه الجنوب الآن، الخوف قائم، وهناك شعور بأن الاحتلال يريد استكمال احتلاله من جديد، هذه مخاوف وتحديات  والجميع الآن  أمام فوهة الموت، وأسئلة كثيرة تدور فى أذهاننا، وأصعب ما يواجهنا هو البقاء فى مكاننا نحن وغيرنا ننتظر قضاء الله وقدره فينا ونحن مسلمون وراضون».

اعتبرت حركة «حماس» أن اعتزام رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى إيال زامير المصادقة، على خطط احتلال مدينة غزة وتسريع العمليات العسكرية فيها، «إعلان صهيونى عن البدء بموجة جديدة من الإبادة الوحشية وعمليات التهجير الإجرامى لمئات الآلاف من سكان مدينة غزة والنازحين إليها». وقالت «حماس» فى بيان، إن هذا الإعلان «يجسّد الصورة الأوضح للعنجهية الصهيونية، واستهتارها بالقوانين الدولية، وإصرارها على المضى فى حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من اثنين وعشرين شهراً، وذلك بغطاء أمريكى إجرامي، ووسط صمت وعجز دولى مخزٍ».

واوضحت الحركة أن حديث الاحتلال عن إدخال خيام إلى جنوب قطاع غزة تحت عناوين «الترتيبات الإنسانية» يعد «تضليلا مفضوحا يراد منه التغطية على جريمة وحشية يتهيأ الاحتلال لتنفيذها».

وأشارت إلى رفض الأمم المتحدة لخطوات الاحتلال فى هذا السياق، باعتبارها تفتقر إلى أدنى المعايير الإنسانية، وتمثل استخداما إجراميا لوسائل الضغط الإنسانى على المدنيين، لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.

واشارت  أن ذلك يأتى بالترافق مع الكشف الصريح عن النوايا الإسرائيلية الحقيقية بإقامة إسرائيل الكبرى على حساب  مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها.

وأكدت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ان إعلان  الاحتلال الإسرائيلى عن إخلاء مدينة غزة من أهلها جريمة حرب كبرى وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان تمثل ذروة مشروع الإبادة والتطهير العرقى والاقتلاع الشامل لشعبنا فى غزة». 

وأضافت فى بيان أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وما تضمنته من شروط ولاءات وعراقيل جديدة أمام أى اتفاق لوقف إطلاق النار، تبرهن أن الاحتلال مشروعه الوحيد هو الإبادة.

وأضافت أن إعلان  الاحتلال عن إدخال خيام إلى جنوب القطاع ما هو إلا محاولة مكشوفة لتغطية المجزرة الكبرى التى يخطط الاحتلال لتنفيذها فى مدينة غزة.