رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

قطوف

حسناء

صابرين عاشور
صابرين عاشور

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

(فيلا) فاخرة، ثلاثة أدوار، بحديقةٍ كبيرةِ تزينُها الأشجارُ والورود، كثيرةُ الغرفِ وباحتها مهيبةٌ، تذكركَ بقصورِ الأمراء، هادئة نهارًا، وفى عتمةِ الليلِ ينبعثُ منها ضجيجُ موسيقى وضحكاتٌ صاخبة..

فى إحدى الغرفِ تجلسُ إحداهنَ تقول:

«أنا تلكَ الفتاةُ الأرستقراطية، حينما تنظرُ لى للوهلةِ الأولى تشعرُ أنكَ تقف عندَ فترةِ السبعينيات، أمامَ فاتنةٍ تشتعلُ براءةً ورقةْ، لكنْ أصبحتُ كلَّ يومٍ أقفُ أمامَ المرآةِ، وأتأملُ كيفَ كنتُ بالسابقِ فتاةً يصعبُ الوصولُ إليها، أعيشُ بمنزلٍ ضخمٍ وأمتلكُ كثيرًا مِنَ الأموالِ، كيفَ كنتُ حرةً صعبةَ الميراثِ وكيفَ كانَ رأيى فى الحب..

ما هو إلا لعنةٌ دائمةٌ، كنتُ بارعةً فى الهروبِ منها، وتعلو ضحكاتى عندما أرى مجنونة تقعُ فى الحب..

إنه لا يعنى سوى ملل بين اثنين، يربطانَ أحلامهما ببعضهما، لا أعرفُ كيف؟!

الآنَ سأرتدى ملابسى، وأضعُ أحمر الشفاهِ الفاقع لأزيل براءة الحياة بمكياجيَّ  الصاخب..

صوتٌ يأتى منَ الخارج:

ـ حسناء، اجهزى.

ـ حسنًا، ستتزين بائعة الهوى.

تخرجُ فيصمتُ الجميع ليعلو صوتُ ضحكتها، ويرجّ أركانَ المكانِ..

الآنَ ستشربُ، فتسكرُ وتقول:

ـ أنا حسناءُ، أذيبُ القلوبَ وما ذُبتُ

يا من  أسكرتنى بهواكَ – وجيبك – أينَ أنت؟!

لا زالَ قلبى يناديك، قمْ ولب الندا.

تمسكُ بكأسِ الخمرِ ملوحة..

ـ وكم من محبٍ أذلهُ الهوى فما ارتوى؛ أبيعُ عشقى فهل من مريد؟!

وفى ركنٍ بعيدٍ، يقفُ شخصانِ.. يتهامسانِ:

ـ لقد راهنتُ أن أجعلها إحدى فتيات ليلِك، وها قد فعلت؛ فأينَ ثمنُ ما فعلت؟!